29 - 04 - 2021, 12:44 PM
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة
خميس العهد
الله يقدم لنا ذاته ليجتاز معنا ساعة سلطان الظلمة
في هذا اليوم يقترب بنا الرب إلى نهاية الرحلة، فيقدم لنا أقصى درجات حبه: يقدم لنا جسده
المكسور، وعرقه، ودمه، ودموعه، وصلواته، وسهره، وغسله لأرجلنا...
إن أحداث هذه الليلة مزيج من حب االله العميق جدًا للإنسان مع حزنه الشديد حتى الموت من أجل خطايانا. إن
حب المسيح لنا في هذه الليلة وصل إلى أعلى درجاته فتحول إلى شهوة أن يكسر ذاته ويطعم تلاميذه... حتى
ذلك التلميذ الخائن!!!
العشاء الرباني:
أعطى الرب الإنسان كثيرًا والآن يعطيه ذاته.
تحول العطاء في هذه الليلة إلى شهوة في قلب ربنا محبة لنا "شهوة اشتهيت آن آكل هذا الفصح معكـم"
.(ظ،ظ¥ :ظ¢ظ¢ لو(
كأن الرب يقول لنا: "لا يكفي أموت لأجلكم وأخلصكم، بل أكثر من ذلك أن أكون لكم طعامًا فتحيوا بي-
وأضمن لكم الحياة "جسدي هو الحياة" وهو عربون الميراث الأبدي والذي يأكلنى يثبت في ،يحيا بي،وأنا
أقيمه في اليوم الأخير" (يو ظ¦ :ظ¥ظ¤.(
لم يكتف الرب أن يكون الصليب منبعا للشفاء والغفران والخلاص بل أراد أن يكون جسده لنا طعامًا- لك
المجد يارب!!
وقبل العشاء غسل أرجل تلاميذه:
يا أحبائي لسنا اليوم واقفين عند أقدام الصليب متأملين فيه، لكن نحن الآن مندهشين من الوقف عند
أرجلنا ليغسلها. إن التأمل عند أقدام الرب أمر سهل يقبله الإنسان العادي، أما التأمل في الرب الواقف تحت
قدمي أنا أمر عجيب لا يقبله الإنسان العادي إن لم يعط نعمة الإنسحاق العميق جداً أمام الرب.
يا للعجب الرب اليوم عند قدمي... في خدمتي، يغسل وسخ رجلي !!! إنـه يجبرنـي علـى الإتضـاع
والإنسحاق... هذا السر عظيم، إنه سر الإتضاع، ومَن لا يقبل الرب على هذه الصورة فليس له نصـيب
معه- مثلما قال لبطرس!!!
والرب يغسل أرجلنا فقط. أولاً ليعلمنا شدة الإتضاع وأن نصنع ذلك بعضنا لبعض (يو ظ،ظ£ :ظ،ظ¥.(
الأمر الثاني لأن مَن اغتسل مرة لا يحتاج إلاَّ إلى غسل قدميه (يو ظ،ظ£ :ظ،ظ* ،(أي أن الذي اعتمد يكفيه دموع
التوبة ليجد يسوع دائمًا تحت قدميه يغسل أوساخه. إن يسوع حبيبنا يتمم لنا هذا السر دائمًا (التوبة وغسل
الأرجل) على باب الكنيسة في النفوس التائبة الداخلة فيها.
وأعطى يهوذا اللقمة وتمجد إبن الإنسان:
لقد تمجد المسيح بعد أن أعطى اللقمة ليهوذا (يو ظ،ظ£ :ظ£ظ* ،ظ£ظ، ،(لأنه أي مجد لمحبة االله أعظم من
إعطائه اللقمة للتلميذ الخائن؟!. قال يسوع الآن تمجد إبن الإنسان إنه لم يتمجد فقط على الصليب وفي القيامة
بل عندما غسل أرجل التلميذ الخائن وأطعمه بيده الطاهرة. فالمجد الحقيقي هو أن نتمم رسالة المحبة إلى
النهاية.
والعجيب أنه عندما أعطاه الرب اللقمة دخله الشيطان. وهذا يؤكد لنا أن هذا الجسد خطير في فعله:
فهو مصدر حياة للقلوب المؤمنة، ومصدر هلاك للقلوب الخائنة.
والعجيب أن الحنان الفائق من الرب لم يغير قلب يهوذا، لأن قلبه كان قد تحجر بحب المال. ألم تقل
لنا الكنيسة في بداية الصوم- في أول الرحلة أن لا نعبد ربين االله والمال؟... هذه هي النتيجة المؤسفة لدخول
محبة المال للقلب.
|
|
|
|