
20 - 04 - 2021, 08:42 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,715
|
|
الغني الغبي

فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ!
هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ،
فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟
( لوقا 12: 20 )
هذا المَثَل الذي قاله المسيح مليء بالدروس التحذيرية؛ إنه يُحدِّثنا عن شاب مُفكر غنيّ محظوظ نَشِط لا يبخَل على نفسه بشيء، ومع ذلك قال له الله: «يا غبي!». فما هو يا تُرى سر غبائه؟
1- لأنه فكَّر في نفسه (ع17). لم يستَشِر الرب بل اتكل على فهمه. ويقول الحكيم: «المُتَّكِلُ على قلبهِ هو جاهلٌ» ( أم 28: 26 ).
2- لأنه فكَّر لنفسه (ع17، 18): فكانت ذاته هي محور تفكيره؛ فيقول: «أثماري .. مخازني .. غلاتي .. خيراتي». سيجمع في مخازنه جميع غلاته وخيراته، ولن يترك شيئًا منها للفقير أو اليتيم أو الأرملة.
3- لأن نفسه أنسته، لا إخوته في الإنسانية فحسبْ، بل الله أيضًا: فلم يتجه بالشكر لله صاحب الخيرات، كما كان يفعل داود ( مز 103: 2 ، 5). وكما حذَّر موسى الشعب ( تث 8: 17 ، 18). ثم إنه لم يَقُل: «إن شاء الرب وعشنا نفعل هذا أو ذاك» ( يع 4: 15 ). إنه «لم يجعل الله حصنه، بل اتَّكَلَ على كثرة غناه واعتَزَّ بفساده» ( مز 52: 5 -7).
4- لأنه جمع كل الخيرات في المخازن: لقد كَنَزَ كُنُوزِهِ على الأرض «حيثُ يُفسد السوس والصدأ، وحيث ينقبُ السارقون ويسرقون»، ولم يكنز له شيئًا في السماء ( مت 6: 19 ، 20). كوَّم كل كُنُوزِهِ في العالم الذي كان سيتركه فورًا، ولم يأخذ شيئًا للعالم الذي كان سيمضي إليه!
5- لأنه قرر أن يقضي باقي عمره في الأكل والشرب والمُتع الدنيوية «أقول لنفسي .. لكِ خيرات كثيرة .. لسنين كثيرة .. كُلي واشربي»، فلم يكن يأكل ليعيش، بل يعيش ليأكل!
6- لأنه ظنَّ أن الحياة طويلة، والسنين كثيرة: مع أن الحكيم لا يُحصي حياته بالسنين، بل بالأيام ( مز 90: 12 )، ولا يفتخر بالغد لأنه لا يعلم ماذا يَلِدُهُ يومٌ ( أم 27: 1 ).
7- لأنه ظن أن السعادة في كثرة الحنطة والخمر: ولم يعلم أن الفرح والراحة الحقيقيين لا يوجدان إلا عند المسيح «أمامك شِبَع سرور. في يمينك نِعمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 11 ).
وماذا بالنسبة لك أيها العزيز؟ إننا جميعًا راحلون يومًا. فإلى أين؟ تذكَّر أن هناك شيئين في منتهى الأهمية لا تقدر أن تشتريهما بالمال، هما: العمر على الأرض، والأبدية في السماء.
|