
10 - 08 - 2012, 04:27 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
نصائح للهاربون من الله
لهؤلاء الهاربين أقول كلمتين :
أولاً : مهما هربتم سيبحث الله عنكم ، و لن تستطيعوا الهروب
ثانياً : إن طريق الله ليس كئيباً ، و ليس صعباً كما تظنون
صدق داود حينما قال " أين أهرب من روحك ؟ و من وجهك أين أختفى ؟! " (مز7:139) لا آدم استطاع أن يهرب ، و لا يونان
أنت تستطيع الهروب ، و الهروب ليس من صالحك 0 يجب أن تواجه الواقع ، و تواجهه فى شجاعة و فى صراحة
* * *
و أول واقع تواجهه هو أبديتك
هل يتفق طريق الأبدية ، و طريقك الحالى ؟ إلى إين يوصلك سلوكك الحالى ؟ إلى أين ، و إلى متى ؟ افرض أنك استطعت أن تخدر ضميرك ، فهل سيبقى مخدراً إلى الأبد ؟ و عندما يصحو ، ماذا تفعل بكل هذا الماضى ؟ إذن واجه الواقع
ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه ؟!
* * *
لا بد إذن أن تتقابل مع الله
و لكى تتقابل مع الله ، ينبغى أن تتقابل أولاً مع نفسك
أجلس مع نفسك أولاً مثلما جلس الإبن الضال إلى نفسه و فكر فى حالته ووجد الحال تقابل مع الواقع كن صريحاً مع نفسك لا تهرب من الحقيقة ، و لا تعط للأمور أسماء غير أسمائها ، و لا تخدع نفسك
لا تظن أن الله مخيف ، أو أنه سيرفضك الابن الضال لما رجع إلى أبيه تلقاه بالأحضان الأبوية ، و ذبح له العجل المسمن
* * *
مشكلة كبيرة تواجه الناس : و هى كيف سيترك الخطية مع أنه يحبها !!
يظن الشخص أنه سيترك الخطية و يظل بنفس القلب الذى يشتهيها كلا إن الله سيهب له قلباً جديداً و روحاً جديداً ، قلباً نقياً لا يحب الخطية بل يرفضها ، و لا يجد تعباً فى البعد عنها
* * *
أنت الآن تشعر بثقل الوصية و صعوبتها ، لأنك فى بداية الطريق ، و لم تصل محبة الله بعد هذا الوضع سوف لا يستمر
إن الصراع القائم بين الجسد و الروح " الروح يشتهى ضد الجسد ، و الجسد يشتهى ضد الروح " (غل 17:5) هو صراع فى أول الطريق ، هو جهاد المبتدئين و إنما فيما بعد ، عندما يسمو الجسد و يتطهر و يتقدس ، سوف لا يشتهى ضد الروح ، و سوف لا يكابد صراعاً ، و سيدخل فى راحة أولاد الله
* * *
إن الباب الضيق الذى دعانا إليه الرب ، ليس ضيقاً على الدوام و إنما هو فى أوله فقط ، ثم ندخل إلى السعة
ضيقه الأول ، هو اختبار لإرادتنا . هل نحن مستعدون أن نحتمل من أجل الله أو لا فإن أظهرنا استعدادنا ، و صبرنا ، و جاهدنا تفتقدنا النعمة و ترفع الثقل عنا كذلك الصليب ، سنحمله فى فرح ، و نسير به نحو الجلجثة ، حتى إن خررنا تحته ، سيرسل الله لنا قيروانياً يحمله عنا فى الطريق
* * *
إن الشيطان يحاول أن يخدعك حينما يصور لك صعوبة الطريق و طوله ، و صعوبة التوبة و استحالتها
بالنعمة ما أسرع أن تتحول من خاطئ إلى قديس ليس من خاطئ إلى تائب ، بل إلى قديس هكذا حدث لمريم القبطية ، بيلاجية ، و موسى الأسود ، و غيرهم الله سيتكفل بك ، و ستجد فى الوصية لذة ، و فى طريق الله متعة
* * *
و لا تظن أن أولاد الله حزانى ، و أولاد العالم فى فرح بل أن أمور العالم فى أولها حلوة و آخرها مرارة و طرق الله فى أولها مرارة ، و فى آخرها حلوة
و إن كان أولاد الله سيظهرون تعابى من الخارج ، لكنهم سعداء و فرحون فى الداخل كما قال بولس الرسول " كحزانى و نحن دائماً فرحون كأن لا شئ لنا ، و
نحن نملك كل شئ " (2كو10:6)
من كتاب الله و الانسان للبابا شنودة الثالث
|