[Mary Naeem]

وقفت أمام المصلوب وسرحت روحي





نظرت له وقد تشوه وجهه بالدماء لا منظر له لنشتهيه كما جاء في النبوءة وهو الأبرع جمالا" من بني البشر ..رأيت الصليب أختفى وظهر الرب بمجده وقد أدار ظهره للكرة الأرضية.
صرخت ربي ويسوعي لماذا أدرت ظهرك للبشر ولما انت على هذا الحال ....لم يلتفت... أعدتها ببكاء ثلاث مرات وتضرع.. أنا ابنتك أنسيتني..
أدار وجه حزين متألم ....وإذا بي مثل آدم وبطرس وجدت نفسي عريانة من خجلي لم استطع النظر إليه ...انعقد لساني ..أما هو فتكلم
كيف لا أحزن وأنا من اشتريتكم بدمي تركتموني وأنا ماء الحياة وحفرتم لأنفسكم آبارا" مشققة لاتمسك ماء"...
اليهود صلبوني مرة .... وأنتم لا تكفوا عن صلبي مئات المرات في الدقيقة
كيف لا اشيح بوجهي عنكم وقد مللت ضجيج الأرض بكل مافيها من حقد وحسد وإدانة وظلم وحروب ومحبة مال وشهوات جسدية فاحت رائحة عفونتها ووصلت للسماء....
صرخت ربي ويسوعي وأنا لازلت لا أجرؤ أن أرفع عيني...
أنت تعرف ضعف البشر وأنت قلت... ووعدك صادق... لا أهملك لا أتركك عيني عليك ...وقلت لاتخف بعدد أيام السنة وقلت... نقشتكم على كفي ...
...ساد صمت ...فرفعت عيني وإذا بدموعه تنهمر بغزارة
فخجلت أمام دموع حبيبي... فاخفضت نظري للأرض وشعرت أنني مجرمة كباراباس ويهوذا ..
تابع الحديث بصوت ولا أرق ولا أروع فيه كل محبة الأبوة ..أحببتك للمنتهى لذا وجدتني على الصليب لأحولك من عبدة لابنة ووارثة مجد...
خطبتك لنفسي عروسا" ووسمتك بالروح القدس...وها أجدك قد خنتني ولحقت العالم بشروره.
نعم احبك ..نعم اريدك ياابنتي وأنت لي للابد
ولكن لابد أن أؤدبك وانقيك وأعيد تشكيلك
نعم أنا المسيطر على الكون سمحت بتجربتك وبضيقاتك ومنها هذا الوباء كورونا حتى تعودي لرشدك وتعودي لحظيرتي وتتوبي عن أعمالك
إن قلبي ينزف عليك دما" ولا تظني بتأديبي لك لا أتألم معك ولكن لابد أن أكمله حتى يحين توقيتي لخيرك .
أرجوك عودي لأعود إليك
منذ أكثر من ألفي سنة وأنا أقف عند باب قلبك أقرع واصرخ أحبك حتى الموت موت الصليب وأنت تارة تلتفتي ومرات تتجاهليني
حتى في كنيستي كنت موجودة بالجسد فقط لم تكن روحك معي ..
عودي لي حبيبتي
عودي لحظيرتي حيث المرعى والخصب
عودي لأعطي روحك الفرح والسلام
ثقي بي كما سمحت لكورونا بكلمة مني سيذهب للجحيم فقط ثقي ...ثقي ....ثقي
استفقت والدموع ملأت وجهي وانكسرت روحي وصرخت يارب أنا راجعة لك ولن أبيعك للمنتهى....