الموضوع
:
لوط والتفكير العالمي
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
05 - 04 - 2021, 12:57 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,070
لوط والتفكير العالمي
لوط والتفكير العالمي
ولُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ،
وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ. وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا ... جدًا
( تكوين 13: 12 ، 13)
بينما كانت المخاصمة فرصة لإظهار التفكير العالمي الذي كان في قلب لوط، كانت هذه المخاصمة فرصة لإظهار التفكير السَّماوي الذي كان في قلب أبرام، الذي استطاع أن يرفض كل ما هو منظور، ويقول للوط: «لا تكُن مُخاصمة بيني وبينك ... لأننا نحن أخوَان». أبرام، إذ كان أمامه الوطن السماوي، استطاع أن يتخلى عن العالم الحاضر، بكل ما فيه من راحة وغنى، أما لوط فاختار ما هو حسن في نظر الطبيعة. أبرام اكتفى بما اختاره الله له، عاِلمًا أن كل شيء سيفضي في النهاية إلى أرض الموعد بكل بركاتها.
وإذ تُرك لوط لاختياره أظهر أن العالم موجود في قلبه، وبدون أن يطلب إرشاد الله له، اختار لنفسه ما هو أفضل حسب المنظور «فرفع لوطٌ عينيهِ ورأى كل دائرة الأُردن أن جميعها سَقيٌ»؛ رأى ما هو حسن حسب المنظور، رأى ما كان يظن أن فيه راحته وغناه، ففي كل مكان في دائرة الأردن رأى ماء لمواشيه دون أن يضطره الأمر لحفر آبار. كما كانت هذه الدائرة خصبة مثمرة «كجنة الرب» وأكثر من هذا كله أنها كانت «كأرض مصر». لقد تبع لوط أبرام يوم أن انحدر إلى مصر، وذاق رخاء مصر، وهذا قوَّى الشوق في قلبه أن يُشبع ميوله العالمية الكامنة. لأجل هذا اختار لوط دائرة الأردن، وتخلَّى عن طريق الانفصال التي يكِّن لها في قلبه الإيمان الشخصي الذي تتطلبه هذه الطريق، وهكذا ترك أرض كنعان، تركها إلى الأبد.
لا خطأ في اختيار دائرة الأردن في ذاتها، لكن اختيار لوط لهذه الدائرة برهن على أن قلبه لم يكن موضوعًا على الوطن غير المنظور الذي وعد به الرب، وعلاوة على ذلك، فإن الخطر الكامن في أرض السقي هذه هو أن الشيطان غرس في وسط هذه الدائرة مدينة سدوم.
لقد بقي أبرام في أرض كنعان، بينما سكن لوط في مدن الدائرة، إذ كان قد تخلَّى عن طريق الإيمان، واختار لنفسه ما رأى حسب المنظور أن فيه راحته، لكن طريقه كانت في نزول مستمر، لأننا نقرأ أنه «نقلَ خيامهُ إلى سدوم. وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا». ولم يكن للوط علاج من هذه الحالة، فانحدر وانحدر حتى ترك المشهد تحت سحابة من الخزي والعار.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem