الموضوع
:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عرض مشاركة واحدة
29 - 03 - 2021, 10:18 PM
رقم المشاركة : (
36518
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,352,592
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة القداسة والطهارة
كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إلَى اللهِ؟ ( تك 39: 9 )
لقد انتصر يوسف في تجربة تُعتبر في الواقع أحرج التجارب وأقساها. تُرى ما الذي كوَّن شخصيته القوية النبيلة المُتعقلة؟ تُرى ما الذي جعله شريفًا رزينًا وفيًا، في موقف يسلب الطُهر والشرف، ويقضي على الأمانة والرزانة، ويُقوّض دعائم الإخلاص والوفاء، وقد كان إنسانًا مثلنا له غرائزنا وميولنا؟
بالتأكيد إن ما جعله يتصف بهذه الصفات هو اتصاله الحقيقي بالله. والدليل على ذلك أنه قال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟». فالله الذي كان بعيدًا كل البُعد عن ذهن امرأة فوطيفار، كان هو الكل في الكل بالنسبة إلى يوسف، إذ كان يعيش بالروح في حضرته، ويحس في كل حين بهيبته التي تطغي على كل هيبة.
ولكن كيف استطاع يوسف أن يكون متصلاً بالله اتصالاً وثيقًا في هذا الموقف، الذي يسلب الإنسان صوابه ويدفعه إلى ارتكاب الخطية دون وعي منه؟ الجواب: لأنه كان قد ألف العيش مع الله والطاعة له في كل الظروف والأحوال. فقد كان يعيش معه ويُطيعه عندما كان ابنًا مُدلّلاً في بيت أبيه، كما كان يعيش معه ويُطيعه عندما كان عبدًا في بيت وثني من الوثنيين. ومَن يألف العيش مع الله، ويُطيعه في كل الظروف والأحوال، يستطيع أن يكون مُتصلاً به ومُطيعًا له في أقسى التجارب، لأن إخضاع القلب لله والشركة العميقة معه، قبل مواجهة التجربة، يجعل الانتصار عليها سهلاً ميسورًا.
فيوسف، لأنه كان يعيش في حضرة الله، وجد السعادة، وكل السعادة، في التوافق معه. ولذلك رفض إتيان الخطية التي يتهافت عليها الكثيرون، ليس فقط لأنها وصمة عار في جبين فاعلها، وليس فقط لأنها إساءة إلى شرف امرأة طائشة، وليس فقط لأنها خيانة لرجلها الغائب عنها، وليس فقط خوفًا من عقابها أو عواقبها، كما يفعل معظم الذين يمتنعون عن الخطية. بل لسبب أسمى من كل هذه الأسباب، ألا وهو أنها تتعارض كل التعارض مع قداسة الله؟ فيوسف لم يكن يعمل حسابًا لنفسه أو لغيره، بقدر ما كان يعمل حسابًا لله، لأنه تعالى بالنسبة إلى يوسف (كما بالنسبة إلى غيره من المؤمنين الحقيقيين) هو أعظم من كل عظيم، وأغلى من كل غالٍ، وأعز من كل عزيز، وأحبّ إلى القلب من كل حبيب. وهذا هو الأساس الحقيقي الراسخ لحياة القداسة والطهارة.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem