+ الرهبنة والصلاة الدائمة ..
الصلاة الدائمة هى حياة الراهب كمكرس لله وان كان الله علمنا ان الصلاة كل حين فرض على المؤمنين كافة، فكيف يجب ان تكون حياة الراهب ؟ { و قال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين و لا يمل. قائلا كان في مدينة قاض لا يخاف الله و لا يهاب انسانا. وكان في تلك المدينة ارملة و كانت تاتي اليه قائلة انصفني من خصمي. و كان لا يشاء الى زمان و لكن بعد ذلك قال في نفسه و ان كنت لا اخاف الله و لا اهاب انسانا. فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني. و قال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا و ليلا و هو متمهل عليهم. اقول لكم انه ينصفهم سريعا و لكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض} لو 1:18-8. علاقة الراهب بالله هى عشرة حب دائم وصلة متواصلة بالله . وكما سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله نقله ، علينا ان نتخذ الله اباً ومحباً وصديقاً ومدافعاً وعوناً فى كل أمور حياتنا . لهذا يوصينا القديس مكاريوس الكبير بالصلاة بهدوء وثبات عظيم وباجتهاد قلب مثبتين نظر عقولنا وارواحنا نحو الله : (أولئك الذين يقتربون إلى الرب ينبغي أن يقدموا صلواتهم بهدوء وسلام وثبات عظيم، ويثبتوا نظر عقولهم نحو الرب، ليس بصرخات غير ملائمة ومضطربة، بل باجتهاد قلب حار وأفكار يقظة. ولا ينبغي لأي واحد من خدام الله أن يفقد ضبط نفسه، بل ينبغي أن يكون في كل وداعة وحكمة، كما يقول الرب " إلى من انظر - ألاّ إلى الوديع والمتواضع الروح والمرتعد من كلامي" وفي حالة كل من موسى وإيليا نجد في الظهورات التي مُنحت لهم، .. أن حضور الرب كان يتميّز بين الكل وعن الكل، وكان يظهر في هدوء وسلام وراحة لأن الكتاب يقول: "وإذ صوت منخفض خفيف" (1مل19: 2) وكان الرب في هذا الصوت. وهذا يبين أن راحة الرب هي في الهدوء والسلام والسكون).