عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 03 - 2021, 11:57 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ



كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ


يُخْبِرُنَا يَسُوعُ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْأَبِ وَرَدِّ فِعْلِهِ قَائِلًا:‏ «إِذْ كَانَ [ٱلِٱبْنُ] لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا،‏ أَبْصَرَهُ أَبُوهُ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ».‏ (‏لوقا ١٥:‏٢٠‏)‏ فَقَدْ فَتَحَ ٱلْأَبُ ذِرَاعَيْهِ لِٱبْنِهِ مَعَ أَنَّهُ رُبَّمَا سَمِعَ بِحَيَاتِهِ ٱلْخَلِيعَةِ.‏ فَهَلْ يَسْتَشِفُّ ٱلْقَادَةُ ٱلْيَهُودُ،‏ ٱلَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ يَهْوَهَ وَيَعْبُدُونَهُ،‏ كَيْفَ يَشْعُرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ حِيَالَ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ؟‏ وَهَلْ يُدْرِكُونَ أَنَّ يَسُوعَ يَتَحَلَّى بِٱلْمَوْقِفِ نَفْسِهِ؟‏
يُرَجَّحُ أَنَّ ٱلْأَبَ رَأَى ٱلتَّوْبَةَ وَٱلنَّدَمَ فِي مَلَامِحِ ٱبْنِهِ ٱلْحَزِينَةِ.‏ فَبَادَرَ إِلَى ٱسْتِقْبَالِهِ بِمَحَبَّةٍ سَهَّلَتْ عَلَيْهِ ٱلْإِقْرَارَ بِخَطَايَاهُ.‏ يَرْوِي يَسُوعُ:‏ «عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ ٱلِٱبْنُ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ›».‏ —‏ لوقا ١٥:‏٢١‏.‏
لٰكِنَّ ٱلْأَبَ أَمَرَ عَبِيدَهُ:‏ «أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا أَفْضَلَ حُلَّةٍ وَأَلْبِسُوهُ،‏ وَٱجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَنَعْلَيْنِ فِي قَدَمَيْهِ.‏ وَأْتُوا بِٱلْعِجْلِ ٱلْمُسَمَّنِ وَٱذْبَحُوهُ،‏ وَلْنَأْكُلْ وَنَسْتَمْتِعْ،‏ لِأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».‏ ثُمَّ «ٱبْتَدَأُوا يَسْتَمْتِعُونَ».‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٢٢-‏٢٤‏.‏


فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ كَانَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ يُخْبِرُ يَسُوعُ عَنْهُ:‏ «لَمَّا جَاءَ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ،‏ سَمِعَ عَزْفَ آلَاتٍ وَرَقْصًا.‏ فَدَعَا أَحَدَ ٱلْخَدَمِ وَٱسْتَعْلَمَهُ عَمَّا يَكُونُ هٰذَا.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹قَدْ أَتَى أَخُوكَ،‏ فَذَبَحَ أَبُوكَ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ،‏ لِأَنَّهُ ٱسْتَعَادَهُ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ›.‏ وَلٰكِنَّهُ سَخِطَ وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَدْخُلَ.‏ فَخَرَجَ أَبُوهُ وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ.‏ فَأَجَابَ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏ ‹هَا أَنَا أَخْدُمُكَ كَعَبْدٍ سِنِينَ كَثِيرَةً جِدًّا وَلَمْ أَتَعَدَّ وَصِيَّتَكَ قَطُّ،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ جَدْيًا لِأَسْتَمْتِعَ مَعَ أَصْدِقَائِي.‏ وَلٰكِنْ مَا إِنْ جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ [أَيْ بَدَّدَ مُمْتَلَكَاتِكَ] مَعَ ٱلْعَاهِرَاتِ،‏ حَتَّى ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ›».‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٢٥-‏٣٠‏.‏
فَمَنْ عَلَى غِرَارِ ٱلِٱبْنِ ٱلْأَكْبَرِ يَعِيبُونَ رَحْمَةَ يَسُوعَ وَٱهْتِمَامَهُ بِعَامَّةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْخُطَاةِ؟‏ أَلَيْسُوا ٱلْكَتَبَةَ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ؟‏!‏ فَٱنْتِقَادُهُمْ يَسُوعَ عَلَى تَرْحِيبِهِ بِٱلْخُطَاةِ هُوَ مَا دَفَعَهُ إِلَى سَرْدِ هٰذَا ٱلْمَثَلِ.‏ وَٱلدَّرْسُ ٱلْمُسْتَمَدُّ مِنْهُ مُوَجَّهٌ أَيْضًا إِلَى كُلِّ مَنْ يَنْتَقِدُ رَحْمَةَ ٱللهِ.‏
يَخْتَتِمُ يَسُوعُ مَثَلَهُ بِمُنَاشَدَةِ ٱلْأَبِ ٱبْنَهُ ٱلْأَكْبَرَ:‏ «يَا وَلَدِي،‏ أَنْتَ مَعِي كُلَّ حِينٍ،‏ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ.‏ وَلٰكِنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَفْرَحَ،‏ لِأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ وَكَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٣١،‏ ٣٢‏.‏
يَتْرُكُ يَسُوعُ قَرَارَ ٱلِٱبْنِ ٱلْأَكْبَرِ مُعَلَّقًا.‏ وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ،‏ «أَخَذَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ ٱلْإِيمَانَ».‏ (‏اعمال ٦:‏٧‏)‏ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ بَيْنَهُمْ كَهَنَةً سَمِعُوا مِنْ فَمِهِ هٰذَا ٱلْمَثَلَ ٱلْمُحَرِّكَ لِلْمَشَاعِرِ.‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْبَابُ مَفْتُوحًا حَتَّى لِهٰؤُلَاءِ أَنْ يَعُودُوا إِلَى رُشْدِهِمْ،‏ وَيَتُوبُوا،‏ وَيَرْجِعُوا إِلَى ٱللهِ.‏
وَهٰكَذَا يَتَعَلَّمُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَجْمَعُونَ دُرُوسًا جَوْهَرِيَّةً مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ ٱلرَّائِعِ.‏ أَوَّلًا،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَبْقَى فِي كَنَفِ شَعْبِ ٱللهِ تَحْتَ جَنَاحِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلَّذِي يُحِبُّنَا وَيُعِيلُنَا،‏ بَدَلَ أَنْ نَنْجَرَّ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْمُغْرِيَةِ فِي «بَلَدٍ بَعِيدٍ».‏
ثَانِيًا،‏ إِنْ حَدَثَ وَحِدْنَا عَنْ طَرِيقِ ٱللهِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَرْجِعَ إِلَيْهِ بِتَوَاضُعٍ كَيْ نَحْظَى مُجَدَّدًا بِرِضَاهُ.‏
وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا،‏ نَسْتَقِي عِبْرَةً مِنَ ٱلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ غُفْرَانِ ٱلْأَبِ ٱلرَّحْبِ ٱلصَّدْرِ وَمَوْقِفِ ٱبْنِهِ ٱلْأَكْبَرِ ٱلْحَاقِدِ وَٱلْبَارِدِ ٱلْإِحْسَاسِ.‏ فَعَلَيْنَا نَحْنُ خُدَّامَ ٱللهِ أَنْ نُسَامِحَ وَنَأْخُذَ بِٱلْأَحْضَانِ أَيَّ أَخٍ ضَلَّ ثُمَّ تَابَ تَوْبَةً أَصِيلَةً وَرَجَعَ إِلَى ‹بَيْتِ أَبِيهِ›.‏ وَلْنُهَلِّلْ لِأَنَّهُ «كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ .‏ .‏ .‏ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ».‏
رد مع اقتباس