الآيات (8-11): "هل أنت افضل من نوامون الجالسة بين الأنهار حولها المياه التي هي حصن البحر ومن البحر سورها. كوش قوتها مع مصر وليست نهاية فوط ولوبيم كانوا معونتك. هي أيضا قد مضت إلى المنفى بالسبي وأطفالها حطمت في راس جميع الأزقة وعلى أشرافها القوا قرعة وجميع عظمائها تقيدوا بالقيود. أنت أيضا تسكرين تكونين خافية أنت أيضا تطلبين حصنا بسبب العدو."
هنا النبي يذكرها بسقوط "نو آمون" في مصر (طيبة) ومصر كانت دولة قوية جداً. فإن عشمت أشور نفسها بسلام بالرغم من تحذير الله فلتذكر أن مصر وهي كانت أقوى منها قد سقطت قبلها ولم تستطع أن تنجو من غضب الله. وكان لنو آمون 100 باب ، 20.000مركبة حربية مع خيلها وعساكرها واثار الأقصر خير شاهد لعظمتها. وكانت نو آمون قد سقطت بيد اشور بانيبال ملك أشور سنة 666ق.م. ولنلاحظ أن مما يعيننا على أن نحفظ أنفسنا في خوف مقدس من غضب الله أن نذكر أننا لسنا أفضل ممن حل بهم هذا الغضب الإلهي من قبلنا. ومصر كانت قوية فهي جالسة بين الأنهار = نهر النيل بفروعه. حولها المياه التي هي حصن البحر = فشمال مصر وشرقها لهما حماية طبيعية من البحر الأبيض والبحر الأحمر. فالبحرين لها كسور أو كحصن. وجنوبها نجد كوش، وهذه حليفة لمصر= قوتها مع مصر. وغربها نجد فوط ولوبيم أي ليبيا والقيروان وهم أيضاً حلفاء يعطون معونتهم لمصر. والمعنى أن مصر لها خيراتها الممثلة في نهر النيل وهي في حماية كاملة. وبالرغم من هذا فهي سقطت في السبي والقيود. وأشرافها صاروا للسخرية = ألقوا قرعة. وعلى أشور أن تتعظ وأن تعرف أن عليها الدور بسبب شرها وستشرب من كأس خمر غضب الله = أنت أيضاً تسكرين. تطلبين حصناً بسبب العدو = تأتي لجيرانك متذللة طالبة حمايتهم. وتكونين خافية أي تختفين وتختبئين بسبب عارك.