الإصحاح الثاني
الآيات (1-10): "قد ارتفعت المقمعة على وجهك احرس الحصن راقب الطريق شدد الحقوين مكن القوة جدا. فان الرب يرد عظمة يعقوب كعظمة إسرائيل لان السالبين قد سلبوهم وأتلفوا قضبان كرومهم. ترس أبطاله محمر رجال الجيش قرمزيون المركبات بنار الفولاذ في يوم أعداده والسرو يهتز. تهيج المركبات في الأزقة تتراكض في الساحات منظرها كمصابيح تجري كالبروق. يذكر عظماءه يتعثرون في مشيهم يسرعون إلى سورها وقد أقيمت المترسة. أبواب الأنهار انفتحت والقصر قد ذاب. وهصب قد انكشفت اطلعت و جواريها تئن كصوت الحمام ضاربات على صدورهن. ونينوى كبركة ماء منذ كانت ولكنهم الآن هاربون قفوا قفوا ولا ملتفت. انهبوا فضة انهبوا ذهبا فلا نهاية للتحف للكثرة من كل متاع شهي. فراغ وخلاء وخراب وقلب ذائب وارتخاء ركب ووجع في كل حقو واوجه جميعهم تجمع حمرة."
المقمعة = هي أداة للضرب لتقمع المنحرف. وهذا إنذار بالحرب مرسلاً لنينوى. والمقمعة هنا هي جيش بابل الذي سيجتاح المدينة ليقمعها ويحطمها. وقد دعيت بابل مطرقة كل الأرض (أر23:50). ثم بلهجة تهكم يقول لهم الله = أحرس الحصن.. مكن القوة جداً = أي مهما بذلت من جهد فإنك لن تقدر أن تهرب فالقصاص من الله. وفي (2) لقد أذل أشور يعقوب جداً وأخرجه من أرضه وقتل كثيرين وإستعبد الأحياء. وها هو الله يعاقب أشور. لأن الله ينوى أن يرد عظمة يعقوب كعظمة إسرائيل = هذه الآية لم تجد لها تطبيقاً في سقوط أشور أمام بابل، بل أن سرعان ما أسقطت بابل أورشليم بعد ذلك، وبعد إنتهاء سبي بابل سقط اليهود تحت حكم الفرس ثم اليونان وأخيراً الرومان. ولكن هذه الآية لا يمكن فهمها إلا عن الكنيسة، فالله أخضع الشيطان وذلك لأنه أعاد مجد الكنيسة (أبناء يعقوب بالإيمان) إلى مجد إسرائيل.(الفرق بين يعقوب وإسرائيل هو البركة التي أخذها يعقوب حينما جاهد مع الله وغلب فأخذ بركة ومجداً) وقد يشير اسم يعقوب لمملكة إسرائيل في سبيها سواء في أشور أو يهوذا في بابل ويشير اسم إسرائيل لعودتها محررة من السبي. ولذلك يشير اسم يعقوب لشعب الله وهو مازال في سبي إبليس ومستعبداً له. واسم إسرائيل يشير للكنيسة المحررة. ولذلك فبولس الرسول يطلق على الكنيسة إسرائيل الله (غل16:6). فإسرائيل هي الكنيسة التي حررها المسيح وصار في وسطها مجداً (زك5:2) والله الغيور كان يراقب ما فعله أعداؤه بشعبه = السالبين سلبوهم وأتلفوا قضبان كرومهم = لقد سلبنا بنوتنا لله.