آية (8): "ولكن بطوفان عابر يصنع هلاكا تاما لموضعها وأعداؤه يتبعهم ظلام."
بطوفان عابر يصنع هلاكاً تاماً لموضعها = قد يكون المعني أن جيش بابل في هجومه على نينوى سيكون كالطوفان يكتسح أمامه كل شئ. لكن هذه تعتبر نبوة عجيبة وواضحة عما حدث في خلال غزو بابل لنينوى، مما يظهر قدرات الله السابق شرحها وأنه هو المتحكم في الطبيعة وحده. فأثناء حصار بابل لنينوى حدث طوفان عظيم لنهر دجلة، واستولى البابليون على سدود الأنهار وحطموها فإندفعت المياه كالطوفان وأسقطت أسوار نينوى المنيعة (أسوار نينوى = راجع سفر يونان) مما سهل دخول البابليين للمدينة. وأعداؤه يتبعهم ظلام = أعداء الله يتبعهم ظلام، فهم بعداوتهم له فقدوا النور، لأن الله نور، لذلك هم يتخبطون.
الآيات (9-15): "ماذا تفتكرون على الرب هو صانع هلاكا تاما لا يقوم الضيق مرتين. فانهم وهم مشتبكون مثل الشوك وسكرانون كمن خمرهم يؤكلون كالقش اليابس بالكمال. منك خرج المفتكر على الرب شرا المشير بالهلاك. هكذا قال الرب إن كانوا سالمين و كثيرين هكذا فهكذا يجزون فيعبر أذللتك لا أذلك ثانية. والآن اكسر نيره عنك واقطع ربطك. ولكن قد أوصي عنك الرب لا يزرع من اسمك في ما بعد أني اقطع من بيت إلهك التماثيل المنحوتة والمسبوكة اجعله قبرك لأنك صرت حقيرا. هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام عيدي يا يهوذا أعيادك أوفي نذورك فانه لا يعود يعبر فيك أيضا المهلك قد انقرض كله."
هذه الآيات تشير لهلاك جيش أشور تحت قيادة سنحاريب. وهنا يعتبرها النبي درساً ورمزاً لخرابها النهائي (راجع القصة في أش36،37).