الفوريم كاحتفال يهودي
ما سبق يبرهن على أن عيد الفوريم كان عيداً يهودياً قديماً. والحقيقة بأن فوريم لم يظهر قد قبل سفر أستير، ولم يُعرف أبداً بأنه عيد فارسي أو بابلي. إذ لا يوجد أي نقش أو كتابة فارسية و بابلية قد تطرقت إلى هذا العيد. وعندما نقرأ الكتب المقدسة الفارسية الزرادشتية، مثل زندا افستا، أو النصوص الفهلوية التي هي كتب التفسير القانونية والتقليد لكتابهم الأصلي أي الأفستا، نجد هناك ذكراً لكل الأعياد الدينية المُعتبَرة عند الفرس. ولكننا لا نجد هناك ذكراً للفوريم. كل هذه المُعطيات تثبت بأن عيد الفوريم كان عيداُ يهودياً بحتاً، قد ولد في عصر الملكة أستير. ومن حيث أن جميع اليهود قد احتفلوا من عصر أستير في عيد الفوريم، وفي معرفتنا بأن الشعب العبراني لم يضف أبداً عبر التاريخ القديم أي عيد ديني للأعياد المذكورة في أسفار العهد القديم المأمورة من الله، هو في الحقيقة برهان واضح لاتصال الفوريم مع الحادثة التاريخية الهمة التي حدثت، أي إنقاذ اليهود من الإبادة، وأن الفوريم كان عيداً مأموراً في سفر أستير الذي هو مُوحى من الله.
كذلك هناك ذكر لسفر أستير في كتاب المكابيين الثاني الأصحاح 15 وعدد 13، وحيث نجد الكاتب يؤكِّد على أهمية الاحتفال في عيد الفوريم الذي قد شُرِّع من زمن مردخاي، ويحثّ كتاب المكابيين في الاحتفال به في توقيته، أي 13 آذار المعروف بأنه نفس التوقيت الذي يحتفل اليهود به اليوم. وتاريخ كتابة المكابيين هو ما بين 135- 125 ق.م.