فالأشخاص الذين أُعطوا مهم قيادية في مرافقة اليهود العائدين إلى فلسطين كانوا دائماً من المقرّين من ملوك فارس. البعض منهم قد سُمح له بالعودة لبناء مدينة أورشليم، على شرط أنهم يعودوا لخدمتهم في قصر الملك الفارسي بعد انتهاء مهمتهم في أورشليم. وهذه لابد كانت حالة مردخاي. فقد سُمح له في قيادة الراجعين جنباً إلى جنب مع زربابل ويشوع الكاهن العظيم، بشرط أن يعود إلى خدمته للملك في وقت لاحق.
ويبدو أنه مثل دانيال الذي عاش في حقبة طويلة حكم بها عدة ملوك، هكذا أيضاً مردخاي قد عاش في فترة تعاقب بها عدة ملوك.
لقد كان رجوع زربابل خلال سنة 520 ق.م. أي أثناء حكم الملك داريوس. ولابد أن مردخاي حينئذ كان شاباً في تلك الفترة أي بين 25-30 سنة من العمر. لابد أنه قد كان في القصر في مدينة Susa الفارسية، من حيث أن Cambyses ابن كورش الثاني الذي خلف أبيه في المُلك قد نقل العاصمة من Pasaragadae إلى Susa.
في عام 521 ق.م. قد أصبح داريوس ملكاً على مملكة فارس، وثبت Susa كالعاصمة، وكانت تُدعى Susa في العبرية ب شوشن كما هو مذكور في سفر أستير. وهذه الحقائق تتفق مع سرد كتاب أستير.
ويبدو أن مردخاي قد كان يعيش في Susa – شوشن زمن الملك داريوس، ورافق زربابل كقائد في عودته إلى أورشليم. وهذا الرجوع لزربابل مُرَافَقاً من مردخاي مؤيَّدٌ أيضاً من سفر نحميا 7: 7.
ورجوع مردخاي كان لفترة قصيرة، ذلك لأنه لم يعطِ أيٌ من عزرا أو نحميا تفاصيل عن مردخاي. الأمر الذي يوحي بأنه لم يمكث في أرض الموعد لمدة طويلة، وأنه رجع سريعاً إلى خدمة الملك داريوس في شوشن. ويبدو أن خدمته الهامة والحساسة كضابط حراسة ومراقبة للعاملين في القصر، قد تطلبت منه أن لا يهجر وظيفته لمدة طويلة.
هكذا نجد مردخاي في القصر في شوشن خلال حكم أجزركسيس Xerxes ابن داريوس، الذي ابتدأ يملك في سنة 486 ق. م. فلقد انقضى 34 عاماً على زيارته إلى أورشليم زمن مُلك داريوس، الأمر الذي جعله يصل الآن لسن ما بين 60-64. وأعتقد أنه لذلك السبب نراه في سفر أستير يجلس على باب الملك ولا يكون واقفاً كما هي عادة الحرس أن تفعل، وذلك بسبب تقدمه في الأيام.