في عام 539 ق.م. قد دخل كورش مدينة بابل وقد استُقبل من السكان كمحرِّر. لقد رحّب به السكان اليهود الذين كانوا في السبي، كذلك رحَّب به البابليون الذين لم يكونوا مسرورين بالملك نابونيدس الذي كان حرانياً يعبد إله القمر سن المعبود في حران، وكان غير مكترث بعبادة مردوخ في بابل.
لقد أصدر كورش مرسوماً عام 538 ق.م. سامحاً به لليهود أن يعودوا لكي يبنوا هيكل أورشليم. من ذلك التاريخ حدث أكثر من رجوع لليهود إلى أورشليم: واحد منها كان تحت إمرة زرُبابل، الذي كان من العائلة المالكة ليهوذا، وكان واحداً من السلالة المسيانية التي ولد منها المسيح حسب الجسد. ولقد تعيّن زربابل من الفرس كحاكم ليهوذا. وكتاب عزرا 2:2 (من أسفار العهد القديم) يذكر من بين القادة الذين عادوا زربابل ومردخاي.
ومن الجدير بالملاحظة أن القادة الذين عادوا مع زربابل مثل زربابل نفسه ويشوع الكاهن العظيم قد ذُكروا بالاسم دون ذكر أسماء آبائهم. كون مردخاي قد ذُكر باسمه دون ذكر اسم أبيه أو إعطاء أي تفصيل عنه كما فعل عزرا لآخرين الذي قد ذكر اسماءهم، يدل على أن مردخاي هذا كان معروفاً جيداً لمعاصريه، كما كان زربابل ويشوع الكاهن العظيم.
يبدو أن زربابل كان مُقرَّباً من القصر الفارسي حتى أنه قد اؤتمن على قيادة عدة آلاف من الراجعين إلى أورشليم، وعُيِّن كوالي ليهوذا. والقادة اليهود الذين رجعوا معه إلى أورشليم كانوا لابد مقربين أيضاً للقصر الفارسي، الأمر الذي يؤكد بأن مردخاي هذا الذي عاد مع زربابل كقائد كان أيضاً مُقرَّباً إلى القصر. الأمر الذي يشير إلى حقيقة أن مردخاي هذا هو نفس مردخاي في سفر أستير الذي رأينا أنه كان مُقرَّباً في القصر. وهذه الحقيقة مؤكَّدةٌ من التقليد العبري. فتقرأ في التلمود البابلي:
مردخاي اليهودي كان ثانياُ بعد الملك أحشويروش، وعظيماً بين اليهود ومقبولاً بين معظم اخوته، ولكن ليس من كل اخوته. ذلك يخبرنا بأن بعض أعضاء السنهدريم قد فصلوا أنفسهم عنه. الربي يوسف قال: كان مردخاي في البداءة مُعتبراً التالي بعد أربعة، ولكن لاحقاً صار التالي بعد خمسة. في البداية مكتوب عن الذين جاءوا مع زَرُبَّابِلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا، سَرَايَا، رَعْلايَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ. وفي وقت لاحق مكتوب من جاء مع زَرُبَّابِلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا، عَزَرْيَا، رَعَمْيَا، نَحَمَانِي، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ. (4)
هناك تقليد تلمودي يقول بأن مردخاي قد ذهب مع وفد إلى ملك قارس ليسأل عن اذن لليهود أن يبنوا من جديد الهيكل.(5)