كاتب سفر أستير يعكس في كتاباته مميزات العصر الأخميني في عصره
بعد أن انتصر الملك كورش Cyrus الثاني على الملك المادي Astages وذلك في معركة Pasargadai التي حدثت حوالي عام 550 ق.م.، قد وحَّد الماديين والفرس لكي يشكِّل الإمبراطورية الأخمينية. تاريخياً قد عُرف في حكمته في إدارة مملكته، مُعترفاً في سلطة أمراء مادي، جاعلاً إياهم أن يشعروا بأنهم لهم دور في شؤون المملكة كالفرس أنفسهم. فوحّد القبيلتين الإيرانيتين لتشكيل إمبراطوريته، مُدخلاً أشراف مادي وفارس في نظام الحكم. وسفر أستير يؤكد هذه الصفة التاريخية كما نرى في عدة أعداد مثل عددي 13و14 من الأصحاح الأول:
“وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ،( لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ، وَكَانَ الْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي الَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ الْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي الْمُلْكِ)”.
نرى ذلك أيضاً في العددين 2و3:
“أَنَّهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ الَّذِي فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ الْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا”
هذه الميزة في جعل الإمبراطورية الأخمينية مُمثَّلة في الماديين والفرس، قد استمرت عبر حكم الملوك الذين تعاقبوا بعد كورش Cyrus الثاني. وهذه إحدى الأدلة على أن كاتب سفر أستير قد عاش زمن تلك الحقبة التاريخية التي ابتدأت من عصر كورش Cyrus الثاني واستمرت في الأجيال اللاحقة.