“وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.”
فالمتكلم هنا هو الله بنفسه. وكما نرى من نبوة زكريا أن الإسرائيليين سوف يرون علامات المسامير في يديه عندما سُمِّر على الصليب. وسوف يكتشفون عندها أنهم قد طعنوا وسمّروا المسيح المتجسد، إله الأنبياء. ويوضح زكريا في الأعداد 10-12 من نفس الإصحاح، مدى حزن الإسرائيليين على صلبهم للمسيح، بهذه الكلمات:
“وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَعْظُمُ النَّوْحُ فِي أُورُشَلِيمَ كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ. وَتَنُوحُ الأَرْضُ عَشَائِرَ عَشَائِرَ عَلَى حِدَتِهَا”
فحياة يوسف دالة في العهد القديم كمثال أو رمز للمسيح المتألم كذلك لانتصاره في القيامة من الأموات. ويتصل يسوع بكنيسة أممية قد انجذبت إليه من كل أمم الأرض. وعند عودته ثانية للأرض سوف يتعرّف اليهود عليه أنه المسيح. وسف ينوحون ذلك بسبب أنهم كانوا قد أنكروه ورفضوه عند مجيئه للمرة الأولى. وسوف يتبعون يسوع بتوبة وإيمان تماماً كما عائلة يوسف تبعت يوسف في مصر وخضعت له.
رأينا سابقاً بأن سفر أستير يتمتع برسالة هامة: مشيراً بالرمز إلى جانب مهم عن تجسُّد المسيح ووقوفه في ساحتنا أمام الله الآب كعبد في طبيعة بشرية ولكن بدون خطية. لقد مثَّل الإنسانية وقضيتها، تماماً كما مثَّلت أستير شعبها الذي كان تحت مرسوم الإبادة. فرغم أن المسيح هو منذ الأزل متحد بالآب السماوي بواسطة الروح القدس، تعبير الله الواحد المثلث الأقانيم، ولكنه قد أعاد الشركة مع الله بصفته إنسان كامل. وكما رأينا أن إعادة يسوع الشركة الروحية المفقودة مع الآب للبشرية هو مرموز إليها بمد الملك القضيب الذهبي لإستير في جلوسها في الدار الداخلية كعبدة. وبنفس الطريقة التي جلس الملك مع أستير بعد أن مدَّ لها القضيب الذهبي وأزال المرسوم الذي كان ضد شعبها، هكذا قد جلس يسوع المسيح في إنسانيته على عرش الله رافعاً حكم اللعنة عنا.