وأستير رغم أنها كانت الملكة وفي علاقة مع الملك كزوجة وملكة، لكنها وقفت كعبدة في ذلك المكان الخطر، متأملة أن الملك يمد إليها القضيب الذهبي. لكي تقدِّم قضية شعبها المُهدَّد بالإبادة من هامان.
وكانت أستير في هذه الحالة ترمز إلى المسيح، الذي رغم كونه في اتحاد أزلي مع الآب في الثالوث الأقدس، لكنه نزل إلى أرضنا مُتجسِّداً بصورة إنسان، طالباً الشركة مع الله الآب، ليس بصفته ابن الله الأزلي، ولكن كإنسان عبد. مُنتظِراً أن يمد الله الآب إليه الشركة الروحية التي فقدتها الإنسانية بسبب سقوطها في الخطية. فالمسيح كان يطلب الشركة الروحية للإنسانية بسبب إننا جميعاً قد فقدناها. وصرنا تحت حكم الموت. وصار الشيطان يطالب في إبادتنا وحرماننا وهلاكنا الأبدي.
وهكذا يسوع كممثلنا أمام الله القدوس، قد استعاد الشركة الروحية المفقودة مع الله، وذلك من خلال حياته الكاملة التي عاشها كإنسان على الأرض. بعكس ما عاشه الآخرون من الجنس البشري، الذين جميعاً ولدوا في الخطية وعاشوا كخطاة. وهكذا كما نالت أستير العلاقة مع الملك في جلوسها في المكان الذي يجلس به العبيد، فإن يسوع قد استعاد الشركة مع الله للإنسانية، وذلك من خلال وقوفه كعبد ممثل للإنسانية، من أجل أن يستعيد الشركة المفقودة مع الله لصالح كل من يؤمن به.