هناك حقائق روحية ودروس عظيمة يقدمها سفر استير
بعكس الآراء الخاطئة للذين يودون في التشكيك في سفر أستير، فإن السفر فريد بين أسفار الكتاب المقدس، من حيث أنه يتمتع في رسالة مركزية تدور حول الحرب الروحية ضد قوى الشر. فترمز استير في السفر إلى الكنيسة المصلية التي تواجه اضطهاداً يقوده الشيطان عدو النفوس، المرموز إليه في السفر بشخصية هامان. فالشيطان يحيك دائماً الخطط من أجل تدمير الكنيسة، ويختلق افتراءات ضد المؤمنين الذين يحبون الرب.
ويقدِّم السفر درساً هاماً من جهة أهمية الصوم في محاربة الشيطان. فعندما أثناء الاضطهاد يذلّل الشعب نفسه أمام الله، فإنه يحرِّك ذراع الرب للعمل. فنقرأ في الأصحاح الرابع والعدد الثالث:
“وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ، كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ”.
فيُظهر السفر بأن تلك المؤامرة قد وُجهت من خلال الصوم، ليس فقط من استير ولكن من جميع الشعب، فقد اشتركوا في صوم لمدة ثلاث أيام.
وسفر أستير هو تشجيع كبير لكل المسيحيين الذين يتعرضون إلى ضغوط ظالمة واستبداد، ويتألمون إذ يُعاملون بعدم العدل على يد شعوب أو حكومات. فالسفر يرينا أن شخصاً في علاقة وثيقة بالله، كما كانت استير في علاقة وثيقة بالملك كعروسه، فإنه يُعطى سلطاناً لكي يصلي ويتشفع من أجل مصير الآخرين وخلاصهم. والملوك في الكتاب المقدس مراراً يرمزون إلى ملك الكون الحقيقي وهو الرب.