[Mary Naeem]

وحياتك سيبني في حالي .. أنا مطحون






" لا تخف لأَنِّي معك. لا تتلفت لاني إلهك.
قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري."

( أشعياء ٤١: .١)



لقيت الصورة دي من كام يوم ومش قادرة أتوقف عن التأمل فيها .. بني آدم محصور ومحشور بين حجرين كبار عمالين يدوسوا عليه لما قربوا يفعصوه ..
ولكن في وسط الصورة من فوق، إصبع بيوقفهم عند حد معين .. حايشهم من إنهم يطحنوه .. وجه في بالي حجري الرحى اللي كانوا زمان بيستخدموهم في طحن الحبوب ..

كانوا ينزلوا الحبوب من فتحة في وسط الحجر اللي فوق ويقعدوا يدوروا فيه لحد ما الحبوب تنزل بودرة ..

وشعرت على طول إن المشهد ده مفيش حد نافذ منه الأيام دي .. تسأل حد مالك؟ فيك إيه؟ يقولك "وحياتك سيبني في حالي .. أنا مطحون" .. فعلاً الطحن جامد حوالينا .. ومتعدد الأشكال ..
طحن من مسئوليات لا تنتهي ..
طحن من ماديات لا تكفي ..
طحن من أمراض مش بتتشفي ..
طحن من مشاكل أغلبها مستعصي ..

بس لما بصيت للصورة لاحظت إن الانسان المطحون المحصور ده باصص لتحت وايديه مربَّطة ..

مع إنه ممكن يرفع راسه لفوق ويشوف إن فيه شيء مانع الحجرين من إنهم يطحنوه للآخر .. بيقول عنها الكتاب في (خروج ٨: ١٩) "هذا إصبع الله" ..

ولما تأملت اكتر في الصورة لاحظت إن اليدين اللي بتدوس عالحجارة عاملة مجهود ضخم علشان تفعص البني آدم، بس ربنا مانعهم بطرف صباعه "الذي معنا أقوى من الذي علينا" .. "لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود ..

من أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً!"( زكريا ٤: ٦-٧)