ثالثًا: "كانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر" [7]... يرى العريس السماوي في عروسه الملكة جمالاً سكبه هو عليها، إذ يقول لها: "وخرج لكِ إسم في الأمم لجمالكِ، لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليكِ يقول السيد الرب" (حز 16: 14). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إن كان ماضينا مشين بسواد الخطية لكننا في اعتزاز نقول" "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 1: 5). وكما يقول القديس أمبروسيوس: [إذ لبست تلك الثياب خلال جرن المعمودية تقول في نشيد الأناشيد "أنا سوداء وجميلة (كاملة) يا بنات أورشليم". إنيّ سوداء خلال الضعف البشري، كاملة خلال سرّ الإيمان[12]].
رابعًا: "نقلها (هيجاي) مع فتياتها إلى أحسن مكان في بيت النساء، ولم تخبر أستير عن شعبها وجنسها" [9-10].
كان هيجان حارسًا لبيت العذارى، وشعشغار حارسًا للسراري [14]، أما أستير فدخلت بيت العذارى، ووُضعت في أفضل موضع فيه، إذ أدرك أنها ستجد نعمة في عيني الملك وتُقام ملكة. ما هو هذا الموضع إلاَّ "البنوة لله" التي صارت لنا كعطية الروح القدس لنا في المسيح يسوع الإبن وحيد الجنس. ففيه إرتفعنا إلى حضن أبيه لنوجد معه كأبناء له.
لم تخبر أستير عن شعبها وجنسها كمشورة مردخاي، فالنفس إذ تنعم بالبنوة لله وتصير ملكة تحيا على مستوى سماوي، ويصير لها جنس فائق لا تستطيع اللغة أن تعبر عنه. إنها تعيش في صمت، لا صمت العجز القائم على إنغلاق القلب، وإنما صمت الحب المنفتح على السماء يتأمل أعمال الله بفرح مجيد لا ينطق به.
خامسًا: إتضاعها. فقد إتسمت أستير بروح الطاعة والخضوع لمربيها مردخاي حتى بعد أن جلست كملكة على أعظم عرش في ذلك الحين، إذ قيل: "وكانت أستير تعمل حسب قول مردخاي كما كانت في تربيتها عنده" [20].