إستغل الروساء ضعف شخصية الملك[9] وحبه للخلاعة فأخمدوا حنينه نحو وشتى بتقديم الفتيات الجميلات إلى بيت النساء فيختار حسب هواه.
إن أخذنا بالتفسير الرمزي أو الروحي نسأل من هم هؤلاء الغلمان الذين يخدمونه ويسألونه من أجل أقامة ملكة جديدة عوض وشتى إلاَّ رجال الإيمان من العهد القديم من بطاركة وأنبياء وملوك وكهنة وعلمانيين عاشوا تحت ظل الناموس (وشتى)، وأدركوا أنه لا خلاص لهم بالناموس خاصة في حرفيته إذ "وُجدت الوصية (الناموس) التي للحياة هي نفسها ليّ للموت، لأن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني" (رو 7: 10-11). فالناموس أظهر الخطية وفضحها (رو 7: 12) وأكدّ موت الإنسان عوض أن يسند ويعالج ويخلص، لهذا كان رجال العهد القديم يترقبون بفرح مجئ "المسيا" المخلص ليقيم أستير ملكة خلال نعمة الإنجيل المجانية، وكما يقول الرب نفسه: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" (يو 8: 56).
طلب الغلمان أن تُجمع الفتيات العذارى الحسنات المنظر من كل المملكة إلى شوشن القصر، وكأنهم برجال العهد القديم الذين رأوا كنيسة العهد الجديد وقد ضمت في عضويتها أبناء من كل الأمم والشعوب ودخلت بهم إلى بيت العذارى في قصر المسيح، أي الكنيسة التي دُعيت "كنيسة الأبكار" (عب 12: 23)، لتعلن عذراويتها الروحية وجمالها الداخلي بكونها "كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف 5: 27). لقد اشتهى المؤمنون أن يروا هذه العذراء المقدسة وهي كعروس للملك، وكما يقول الرسول بولس: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2).