أهلية صاحب النذر:
يجب أن يكون صاحب النذر أهلًا للنذر؛ فمثلًا الطفل يمكنه أن ينذر تقديم شمع للكنيسة إذا نجح في السنة الدراسية، لكن لا يمكنه نذر البتولية مثلًا.. لأن هذا الأمر شيء مستقبلي لا يستطيع تقريره في الطفولة.. فهو كشخص غير كامل الأهلية من جهة النضج العقلي الكامل، لا يُحاسَب على أفعاله أو أقواله بنفس الطريقة التي يُحاسَب عليها الشخص الناضج.. فالله لا يحاسب الأطفال حسب عقولهم.. ولا حتى القانون العادي يفعل هذا.. فإن ارتكب شخصًا كبيرًا أمرًا يكون عقابه مختلف كثيرًا عن إذا فعل طفلًا الأمر نفسه.. فالطفل لا يعي ما يقول، ولا يستطع أن ينذر نذورًا بهذا الحجم لأنه لا يدرك أبعاد الأمر، ولا يعرف معنى النذر، وشروطه وإيفائه، ولا يعرف -كطفل- أن نظرته للأمور ستتغير بعد النضوج الجسدي والعقلي والفِكري..
فلا تقلقين يا عزيزتي.. وأقدِمي على الزواج باطمئنان وراحة بال.. والله يبارك في حياتك وفي عائلتك الجديدة..
استبدال النذر بطلب معونة الرب كمجرد رغبة:
لا نقصد بكلمة "استبدال النذر" أي تغيير نذر قائم بالفعل، ولكن نقصد أنه بدلًا من أن تنذر أصلًا في أمر قد لا تستطيع تنفيذه، تطلب معونة الرب في تنفيذ ما تود تقديمه.. أي بدلًا من أن تنذر أمرًا ما، تطلب في صلاتك أن يعينك الرب على تنفيذ هذا الأمر كتقدمة للرب.. وفي هذا أنت لم تبرم عهدًا مع الرب، بل تطلب معونته.. وخصوصًا في بعض النذور التي فيها قد تتغير الحالة الشخصية أو الظروف المحيطة أو قبول طرف بسلطة أعلى.. إلى غير ذلك..
فمثلًا لا يصح أن ينذر أحدًا نفسه للرهبنة، لأنه قد تكون هناك ظروف أعلى منه تمنعه من هذا الأمر، أو ينضج فكريًا أو عقليًا وتتغير ميوله ورغباته.. ومَنْ أراد مثل هذا، فليقدمها رغبة إلى الله، مجرد رغبة لا نذر. فإن كانت حسب مشيئة الله، فليُحَقِّقها الله له. وإن لم تكن، فلتقل للرب "لتكن مشيئتك". لنفرض أن الله اختار له طريق آخر، فماذا تكون النتيجة؟! هوذا ارميا النبي يقول: "عَرَفْتُ يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ" (سفر إرميا 10: 23) (*).
وليكن الرب معك ويعينك.