الأصحاح 10 العدد 13
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في يشوع 10: 13 فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه, أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر؟ , وهذه الآية لا تكون من كلام يشوع، لأن هذا الأمر منقول من السفر المذكور، ولم يُعلم متى كُتب, إلا أنه يظهر من 2صموئيل 1: 18 أنه يكون معاصراً لداود, وقال هنري واسكوت على يشوع 15: 63 إن كتاب يشوع كُتب قبل بضع سنين من حُكم داود، مع أن داود وُلد بعد موت يشوع بنحو 358 سنة، وإن الآية 10: 15 زائدة ,
بنعمة الله : استشهاد يشوع بكتاب ياشر لا يدل على أن هذا الأصحاح ليس من كلامه، وكتاب ياشر هذا الذي استشهد به يشوع، هو كما قال يوسيفوس المؤرخ الشهير، يشتمل على تواريخ الحوادث التي حصلت للأمة اليهودية من سنة إلى أخرى، ولا سيما وقوف الشمس, ويشتمل أيضاً على قواعد حربية بكيفية الكر والفر (كما يُعلم من 2صموئيل 1: 18), فلم يكن من الكتب الموحى بها، بل هو تاريخٌ كتبه أحد المؤرخين الذي شاهد حوادث عصره بالدقة الضبط، فلذا استحق أن يُسمى ياشر أو المستقيم، لأن ما كتبه كان مطابقاً للواقع، وحافظ عليه اليهود ووضعوه في الهيكل, أما قوله إنه يظهر من 2صموئيل 1: 18 أن مؤلف كتاب ياشر (يشوع 10: 13)كان معاصراً لداود، فنورد النصّ وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس، هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر , فهذا لا يدل على أن مؤلفه كان معاصراً لداود، بل على أن هذا الكتاب كان موجوداً في عصر داود، وأن مؤلفه من القدماء المتقدمين الذين يُستشهد بأقوالهم, أما عبارة هنري واسكوت فقد اقتبسها المعترض مبتورة وترك المهم منها، فإنهما قالا إن يشوع استولى على أغلب مدن اليبوسيين، غير أن اليبوسيين استمروا مستَوْلين على حصن أورشليم, ويوجد فرق بين انهزام ملك في وقعة حربية وبين سقوط عاصمته، فبنو إسرائيل استولوا على بلاد اليبوسيين ثم استرجعها اليبوسيون ثانية، ثم طردهم بنو إسرائيل بعد موت يشوع (القضاة 1: 8), فكان حصن صهيون في أيديهم إلى حكم داود، حتى أخذه منهم (2صموئيل 5: 6_8), وقال هنري واسكوت: ومن 2صموئيل 5: 6-8 يتضح أن كتاب يشوع كُتب قبل حكم داود بسبع سنين فالمقصود هو أن هذا الكتاب كتب قبل أن يقوم ملك على إسرائيل كما قال كلارك، بدليل أن اليبوسيين كانوا ساكنين مع بني يهوذا, والأدلة على أن كاتب هذا السفر هو يشوع إجماع اليهود على ذلك, 1 - ورد في يشوع 24: 26 وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله , 2 - في الآيات 1: 1 و3: 7 و4: 1 و5: 2 و9 و6: 2 و7: 10 و8: 1 و10: 8 و11: 6 و13: 1 و20: 1 و24: 2 يذكر يشوع الأقوال التي كلمه بها الرب, 3 - في أصحاحي 23 و24 خطاب يشوع قبل موته، فإنه جمع أئمة بني إسرائيل وشيوخهم ورؤساءهم وقضاتهم وعرفاءهم، ثم خطب فيهم, 4 - كان يشوع الرجل اللائق لتدوين الحوادث المذكورة في هذا السفر، لأنها حصلت على يده, 5 - نهج يشوع على منوال أستاذه موسى في تدوين الحوادث, 6 - أشار في أصحاح 5: 1 أنه كان أحد الذين عبروا إلى كنعان, 7 - نَفَس هذا الكتاب هو مثل نَفَس شريعة موسى، وقد كان يشوع خادماً خصوصياً لموسى، فأخذ من نَفَسه وروحه, 8 - مما يدل على قِدَم هذا السفر عدم وجود عبارات كلدية فيه، مما يدل أن الكاتب هو يشوع, أما قوله إن 10: 15 هي زائدة فنقول إنها بقية الاستشهاد بسفر ياشر، فأول الاستشهاد هو من آية 12 وآخره آية 15 ، فإن بني إسرائيل رجعوا أولًا إلى مقِّيدة (آية 21) ثم رجعوا إلى الجلجال.