[Mary Naeem]

قصة الانبا ايسيذورس العلامة وأسقف البراموس المتنيح
تذكار نياحة #صاحب_الخريدة
العلامة الانبا ايسيذروس







ضع طوقا من الحديد برقبتي ٠٠
قصة الانبا ايسيذورس العلامة وأسقف البراموس المتنيح قصة عجيبة كان سريانيا جاء لمصر وترهب بها ورسمه البابا كيرلس الخامس اسقف علي البراموس ضد رغبته سنة ١٨٩٧ وبعد السيامة قام بترقية خمسة رهبان للقمصية وسيامة خمسة اخرين قساوسة ولم يعجب هذا بعض شيوخ الدير وكان الأسقف وقتها صغير العمر سنه ثلاثين سنة فقط ولم يعجب ايضا الانبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية وبعد شهرين تمت محاكمة الأسقف ايسيذورس وقطعه من الشركة الكنيسة ومعه الرهبان الذين رسمهم وكان الأسقف محبا للكنيسة مرتبطا بها بكل وجدانه وظل يسترحم ويرسل من يشفع له عند البطرك ولكن كان هناك من يفسد تلك العلاقة وعرض عليه بطرك السريان عند زيارته لمصر ان يترك الكنيسة القبطية وينضم كأسقف للكنيسة السريانية وهو ما تم فعلا وأصبح اسمه الانبا كيرلس ايسيذورس ولكن الامر لم يستمر طويلا وعاد الأسقف للكنيسة القبطية وترك منصبه بالكنيسة السريانية واستأجر بيتا بجوار البطرخانة القديمة وقضى أيامه يؤلف ويكتب ويدافع عن كنيسته التي رفضته ٠٠ لم يهاجم ولم يشق عصا الطاعة بل كان حزينا لقطعه من الشركة ٠٠ وكان هناك من يضع له شروطا تعجيزية ليعود مثل ان يذهب ليقضى عدة سنوات في دير الانبا بولا كراهب بلا رتبة وظل الانبا ايسيذورس في خدمته وكان محبوبا من القبط في كل مصر ويستضيفونه في بيوتهم وقصورهم وذات يوم نما الي علمه ان البطرك الانبا كيرلس قد يعيده لرتبته والي شركة الكنيسة ولكن هناك من أوقف الامر وقتها كتب الأسقف في مجلته صهيون التي كان يصدرها لسنوات طويلة شرحا مطولا لقصته وتبعه باسترحام للبابا كيرلس
وَمِمَّا كتبه الأسقف
سيدي أنا الرجل المتهشم المسحوق المنكل المثخن بالجروح الذي ليس فيه عضو صحيح وسالم من الوجع والالم من أسفل القدم الي الرأس ٠٠٠ ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تلين بالزيت ومن إحسانات الله أني لم افني ٠٠
تجربتي يا سيدي ليست بالأمر الهين السهل حمله فقد طحنت قواي واحنت ظهري وسحقت عظامي وجعلت نفسي تلتصق بالتراب فان شملتني يد سيدي ومد يمينه وساعدني علي القيام والنهوض من هذه الهوة ٠٠ هوة الاحزان والأوجاع لاشك انه يخلص نفسا من الموت
ضع طوقا من الحديد برقبتي هذه التي عصتك مرة ما وسلسلة بيدي وقيد قدمي بأغلال ثقيلة والقني علي باب كنيسة او دير حيث اشبع من الفتات وترتوي من المياه وتتعزي نفسي وتقوي بنعمة الهي ٠٠
مقال طويل واسترحام جليل من اسقف معلم متمسك بكنيسته وجدته في صفحات منسية من مجلة صهيون ولكن لم يرجع الانبا ايسيذورس للكنيسة القبطية سوي في سنة ١٩٤١ قبيل نياحته بعام فقد تنيح في غطاس ١٩٤٢ وقد أرجعه من كان سببا في حرمانه زمان وهو البابا يؤانس التاسع عشر ٠٠
قصة جليلة ٠٠ فصولها لم تنشر كلها بعد ٠٠ لكن بها من العبر والدروس ما ينفع وما يعلمنا الكثير