عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 02 - 2021, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,312,911

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

64. وجاء أيضا شخص ذو مركز رفيع به شيطان، وكان الشيطان مرعبا جدا. حتى أن المريض لم يعلم أنه ذاهب إلى أنطونيوس، وكان يأكل حتى البراز الخارج من جسده، والذين أحضروه طلبوا من أنطونيوس أن يصلي من أجله، فشفق القديس علي الشاب وصلي لأجله، وسهر معه الليل كله، ونحو الفجر هجم الشاب علي أنطونيوس فجأة ودفعه، ولما غضب الذين جاءوا معه قال أنطونيوس”لا تغضبوا علي الشاب، لأنه ليس هو الذي عمل هذا بل الشيطان الذي فيه. وإذ وبخ الشيطان وأمر أن يذهب إلى أماكن مقفرة تهيج هياجا جنونيا. وفعل هذا. فاشكروا الرب لأن هجومه هكذا علامة علي انصراف الروح الشرير”. ولما قال أنطونيوس هذا عاد إلى الشاب صحيحا في الحال، ورجع إليه عقله أخيرا، وعرف أين هو وحيا الشيخ وشكر الله .

65. وقد روى الكثيرون من الرهبان ـ باتحاد في الرأي ـ أن أموراً كثيرة مماثلة تمت علي يديه. علي أن هذه لا تبدو عجيبة كثيرة كمسائل أخري معينة. لأنه في إحدى المرات عندما كان مزمعا أن يأكل وقام ليصلي نحو الساعة التاسعة أدرك بأنه قد أختطف بالروح. والعجيب أنه وقف ورأي نفسه كأنه خارج جسده، وأنه اقتيد في الهواء بواسطة أشخاص معينين. وبعد ذلك وقفت في الهواء كائنات أخرى مرعبة. وأرادت أن تعرقل مسيره، ولكن لما قاومها مرشدوه سألت عما إذا كان هو ليس مدينا لها. وعندما أرادت أن تخلص الديون منذ ولادته أوقفهم مرشدو أنطونيوس قائلين: “لقد مسح الرب خطاياه منذ ولادته، ولكن يمكنكم أن تحاسبوه منذ أن صار راهبا وكرس نفسه لله”.

وبعد ذلك عندما اتهمته ولم تستطع إثبات أية تهمة عليه أصبح طريقه خالياً وأزيلت عنه كل العراقيل. وللحال رأي نفسه كأنه قد أتي إلى جسده، وأصبح أنطونيوس كما كان من قبل. وإذ نسي الأكل صار يئن ويصلي بقية النهار وطول الليل، لأنه دهش إذ رأي كيف أن مصارعتنا مع خصوم أشداء، وكيف أننا يجب أن نجتاز الهواء بجهود شاقة، ثم نذكر أن هذا هو ما قاله الرسول “حسب رئيس سلطان الهواء”[112] لأن العدو له فيه سلطان ليحارب ويحاول تعطيل الذين يجوزون فيه. ولذلك قدم النصيحة بكل قوة “احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير[113]. وذلك لكي يخزي المضاد إذ ليس له شئ رديء يقوله عنا [114] ونحن الذين تعلمنا هذا لنصغ إلى الرسول عندما يقول: “أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم” [115] أما أنطونيوس فقد رأي أنه أتي إلى الهواء، وصار يجاهد حتى تحرر.
  رد مع اقتباس