عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 02 - 2021, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,623

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى

35. لذلك فإن أتتكم ليلاً وأرادت أن تخبركم عن المستقبل، أو قالت نحن ملائكة، فلا تصغوا إليها، لأنها كاذبة، حتى إن مدحت نسككم ودعتكم مباركين فلا تصغوا إليها، ولا تكن لكم معاملات معها، بل بالأحرى ارشموا ذواتكم وبيوتكم، وصلوا، تجدوها قد انقشعت. لأنها في غاية الجبن. وتخشي جداً علامة صليب الرب، طالما كان الرب قد جردها فيه حقاً، وأشهرها جهارا[73]. أما إذا ثبتت بلا خجل، مغيرة هيئتها وتشكلها فلا تخشوها، ولا تنزعجوا، ولا تستمعوا إليها كأنها أرواح صالحة، لأنه بمساعدة الله يسهل تمييز وجود الخير أو الشر فرؤية القديسين لا تقترن بالذهول أو الحيرة “لأنهم لا يخاصمون ولا يصيحون ولا يسمع أحد في الشوارع صوتهم.[74] إذ تأتي بهدوء ورقة، حتى أنه للحال يحل في النفس الفرح والبهجة والشجاعة، لأن معهم الرب الذي هو فرحنا، ومعهم قوة الله الآب. فتبقى أفكار النفس غير مضطربة أو منزعجة، ونرى أنفس هؤلاء الذين يظهرون كأنها قد استنارت بأشعة نورانية، لأنها تتملكها محبة الإلهيات ومحبة الأشياء العتيدة، وتبتغي أن تنضم معهم بكليتها إن استطاعت أن ترتحل معهم. ولكن إن كان البعض ـ وهم بشر ـ يخافون رؤية الصالحين، فإن الذين يظهرون ينزعون الخوف في الحال، كما فعل جبرائيل في حالة زكريا.[75] وكما فعل الملاك الذي ظهر للنسوة عند القبر المقدس[76]، وكما فعل ذلك الذي قال للرعاة في الإنجيل “لا تخافوا”[77]، فخوفهم لم ينشأ عن الجبن، بل عن الإحساس بحضور كائنات أعلي. إذاً فهذه هي طبيعة رؤية القديسين.

36. أما غارات الأرواح الشريرة ومظاهراتها فتكون مقترنة بالاضطراب، والطنين، وأصوات وصراخ، كالشغب الذي يحدث مع الصبية الأردياء، أو اللصوص. ومن ذلك ينشأ الخوف في القلب، والاضطراب في الفكر، والكآبة وكراهية الذين يعيشون حياة النسك، وعدم المبالاة، والحزن، وتذكر الأهل، والخوف من الموت، وأخيراً الرغبة في الشرور، وعدم احترام الفضيلة، والعادات غير المستقرة.

ولذلك فكما رأيتم أي شئ وخفتم، فإن انتزع خوفكم في الحال، وحل محله الفرح الذي لا يعبر عنه، والغبطة والشجاعة والقوة المتجددة، وهدوء الفكر، وكل ما ذكرته سابقا، والجرأة والمحبة من نحو الله، فتشجعوا وصلوا. لأن الفرح واستقرار النفس وطمأنينتها تدل علي قداسة ذاك الذي حل. هكذا فرح إبراهيم عندما رأي الرب[78]، ويوحنا أيضاً فرح وارتكض بابتهاج عند سماع صوت مريم[79]حاملة الله.

أما إذا حدث عند ظهور أية شخصية اضطراب، وصخب ومظاهر عالمية، وتهديد بالموت، وما سبق أن ذكرته فاعلموا أن هذا هو هجوم من الأرواح الشريرة .

37. ولتكن هذه أيضاً علامة لكم، إذا ما بقيت النفس منزعجة كان هذا معناه وجود الأعداء. لأن الشياطين لا تنزع الخوف المنبعث من حلولها، كما فعل رئيس الملائكة العظيم جبرائيل مع مريم وزكريا، وكما فعل الذى ظهر للنسوة عند القبر، ولكنها بالأحرى كلما رأت الناس خائفين ازدادت في طغيانها لكي يزدادوا خوفاً، وفي آخر هجوم تهزأ بهم قائلة خروا واسجدوا. وهكذا أضلت اليونانيين (الوثنيين)، وهكذا اعترفوا بها آلهة، زوراً وبهتانا. أما الرب فلم يسمح لنا بأن يضللنا إبليس. لأنه كلما صوب نحوه ضلالات كهذه انتهره قائلا: “أذهب عنى يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد”[80]. إذن فلنحتقر المضل أكثر فأكثر، لأن ما قاله الرب، تممه من أجلنا، حتى إذا ما سمعت الشياطين منا كلمات مماثلة هربت من قبل الرب الذى انتهرها بتلك الكلمات
  رد مع اقتباس