المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني
التأمَ هذا المجمع المقدَّس بالرّوح القدس. وكانت رغبته الحارّة في "أن ينشر على كلّ البشر ضياء المسيح نور الأمم المتلألئ على وجه الكنيسة" (دستور عقائديّ في الكنيسة). ونسمعه يشدِّد باستمرار على الرّوح، ذاكرًا إيّاه على ما يبدو مئتين وثمان وخمسين مرّة لكثرة أهميّة دوره في الفكر المسيحيّ والحياة المسيحيّة. فنحن نؤلّف الكنيسة وهي "هيكل الرّوح" و"مسكن الله في الرّوح". إنّها في "خدمة الرّوح" لأنّها "عروسه". وألقاب الرّوح متنوِّعة ومنها خاصّة، "روح الرَّبّ"، "روح المسيح"، "روح الحقّ"، "روح الحريّة"، "روح الحياة".
إنّ الرّوح يحوّلنا، بصفتنا أعضاء الكنيسة، إلى شركة أخويّة، ويعمل فينا على صعيد شامل. هو يحفظ رؤساءَنا ويقوِّيهم ويعضدهم لتقديسنا نحن شعب الله (دستور عقائدي في الكنيسة 27). فبِعون منه يعبّر المجمع رسميًا وبصورة معصومة، عن تعليم المسيح المتعلّق بالإيمان وبالأخلاق. هو الرّوح يحلّ على الأساقفة فيصبحون معلميّ الإيمان ورعاة أصيلين. وهو يدعو الكهنة فيقبلون طابعه ويعيشون له، فيدفعهم إلى خدمة المسيح.