فالكنيسة في مسيرتها على الأرض تتلقى من الرّب الرّوحَ الذي يجمعها في الإيمان والمحبّة ويقدّسها.
واذا تأملنا في تعليم بولس الرّسول اكتشفنا أنّنا نشارك الله في كيانه بواسطة الرّوح القدس المُعطى لنا. فهو قد جدّدنا جذريًّا بسرِّ المعموديَّة ساكبًا في قلوبنا المحبَّة، جوهر الله، فحوّلنا إلى أبناء ومتّعنا بالنّور والقوّة اللازمة لنسلك بكلِّ حريّة سبيل الرّوح لا سبيل الجسد (روم 5 /5؛ 8 /4؛ غل 5 /16، 22؛ قارن يو 4 /8). حتى أنّ الرّوح هو بنفسه حالّ فينا (رو 8/ 9- 11) وساكن في أجسادنا بنوع أنّنا لسنا لأنفسنا (1 قور 6 /19) لكنّنا هيكله، وهذا الهيكل "مقدّس في الرَّب" (أف 2 /21). فالرّوح يقودنا إذًا من الداخل مانحًا إيّانا نوره وقواه، كبارًا كنّا أم صغارًا. ونكتشف بفضله دعوتنا الشخصيّة في خدمة الكنيسة ونقوم بها لأنّ كلّ منّا "يتلقى من تجليّات الرّوح لأجل الخير العامّ" (1 قور 12 /7 وتابع؛ اعمال 15 /28).