بعد ذلك انتقل الاحتفال بعيد الميلاد فى (يوم5 ديسمبر) إلى سائر كنائس الشـرق، وقد قبلت كنائس بلاد ما بين النهرين هذا التقليد فى (ق14) فقطواليوم لا يبقى سوى الكنيسة الأرمينية، فتحتفل فى يوم (6 يناير) بعيد ظهور الرب مقترناً بذكرى الميلاد، أى بعيدى الغطاس والميلاد معاً.نستطيع أن نقول: إن كنيسة روما هى أصل نشأة عيد الميلاد، كما أن كنيسة الإسكندرية أصل نشأة عيد الغطاس، ولكن عيد الغطاس متقدم فى الزمن عن عيد الميلاد، إلا أنه كان مجهولاً فى الغرب، حتى بداية القرن الرابع.ونجد الدليل على ذلك عند القديس أُغسطينوس، الذى يلوم أصحاب بدعة الدوناتيست وذلك لعدم احتفالهم بهذا العيد فى كنائس إفريقيا الشمالية، التى تتبع الطقس الرومانى، ومن هنا نستنتج أن عيد الظهور الإلهى قد دخل إلى كنائس الغرب، بعد انفصال أصحاب بدعة الدوناتيست عن الكنيسة الجامعة عام (313م).ولكن من الأكيد أن هذا العيد كان موجوداً فى كنائس الغرب عام (361م)، وذلك لأن مارشيلينوس يذكر أن الإمبراطور يوليانوس الجاحد (361-363م)، قد حضر الاحتفال بعيد الإبيفانيا عام (361 م)، فى كنيسة فيينا (من أعمال فرنسا) وهذا يدل على أن عيد الظهور الإلهى كان من الأعياد الحافلة، التى يجتمع فيها المسيحيون بأبهة عظيمة، حتى إن يوليانوس مع كفره إضطر للحضور لئلا يرميه الشعب بالزندقة.وفى عام (380م) يذكر مجمع سراجوسا هذا العيد ضمن الأعياد الكبرى التى ينص عليها القانون الرابع من قوانين المجمع.وفى عام (400م)، أصدر الإمبراطورين أركاديوس (395-408م) وهونوريوس (395-423م) مرسوماً بمنع الألعاب فى يوم عيد ظهور الرب..