ويعتبر أن هذه الحسابات مجرد افتراضات وتكهنات، وهكذا بقيت كنائس الشرق، تحتفل بذكرى ميلاد المسيح وعماده معاً فى يوم (6 يناير) حتى مطلع القرن الرابع.ويبدو أن مصر وسوريا جعلتا ذكرى ميلاد المسيح هى الموضوع الرئيسى فى هذا العيد، ولذلك لم يتردد القديس إبيفانيوس فى نقل عيد عماد المسيح إلى يوم (6 نوفمبر).أما أورشـليم فقد احتفظت بذكرى عماد السيد المسيح، كموضوع أساسى للعيد ولكنها أضافت إليها ذكرى الميلاد المجيد.فى منتصف القرن الرابع، كانت روما تحتفل بعيد الميلاد فى(25 ديسمبر) كما يظهر فى التقويم الفيلوكالى.وقد أشار القديس أُمبروسيوس أسقف ميلانو (ق4) إلى ذلك بقوله: ” إن المسيح هو شمسنا الجديدة “.وحث القديس أُغسطينوس مسيحى إفريقيا الشمالية فى (ق5)، على السجود فى يوم (25 ديسمبر)، لا للشمس بل لخالق الشمس.لكن كنيسة روما لم تكتفِِِِ بأن تعيّد لميلاد المسيح فى (25 ديسمبر) بل سعت إلى نشره فى الشرق أيضاً، فلُقيت الفكرة فى بادئ الأمر بعض الاعتراضات والمقاومات، لأن الآباء الشرقيين لم يهتموا قبل ذلك بهذه المسألة، ولكن مساعى كنيسة روما كُللت أخيراً بالنجاح.وكانت أول كنيسة تبنت هذا التقويم الجديد، هى كنيسة أنطاكية سنة (375م) ، وذلك فى عهد القديس يوحنا ذهبى الفم- بطريرك القسطنتينية