† كذلك عندما وقف أمام جليات لم يفقد سلامه بل قال له: "أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ" (سفر صموئيل الأول 17: 45) وقال له: "الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي" (سفر صموئيل الأول 17: 46)، لم يفقد سلامه أبدًا. ثم يعلمنا قائلًا: "إن يحاربني جيش فلا يخاف قلبي، وإن قام علي قتال ففي ذلك أنا مطمئن" ونص الآية: "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ" (سفر المزامير 27: 3)، هذا هو الإنسان الذي بقلبه سلام. بل الأكثر من ذلك يقول: "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي".. شاعرًا بوجود الله معه.
† أما الإنسان الذي يفقد السلام فيقع في الاضطراب والجزع والانزعاج والقلق والشك في معونة الله. والذي يفقد سلامه يقع أيضًا في الخوف. يخاف من مشكلة لا يرى لها حلًا أو يخاف من مرض يعتقد أن لا شفاء منه، أو يخاف من العدوى. هناك بعض الناس يخافون من العدوى فتجدهم كلما يشربون في كوب يغسلونها مرة واثنين وثلاثة. ولا يكتفي بغسيل الكوب بل يريد أن يغسل الماء الذي يغسل به الكوب.