تعليق :
من هذا كله يتضح الآتى :
·فى قول معلمنا بولس الرسول "أما الباقون" يقصد الفئات الأخرى التى لا تدخل تحت عنوان غير المتزوجين والأرامل والمتزوجون زواجاً مسيحياً غير قابل للانفصال . وهذا دليل على أن المقصود بكلمة "الباقون" هو أشخاص قد تزوجوا قبل الإيمان، وليس غير المتزوجين الذين سوف يدخلون في زيجة جديدة .
·ويتضح أيضاً أنه يؤكد أن الإنسان يستطيع أن يستمر في حياته الزوجية مع إمرأة واحدة كما كان وضعه قبل الإيمان وذلك بقوله فليلبث في ذلك مع الله بعد دعوته وقد كرر مراراً كثيرة "دعى أحد" في وضع معين،وهذا دليل أنه يتكلم عن وضع سابق للإيمان، وما الذي ينبغى عمله بعد الدخول في الإيمان .
·ويتأكد ذلك أيضاً بقوله "إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة" فهو يتكلم عن شخص متزوج بالفعل وله امرأة وليس عن شخص ينوى الزواج، بل ليس له امرأة فقط بل وله منها أولاد .. فأين ذلك من التصريح بزيجات جديدة بين أطراف تختلف في الإيمان تماماً .
·ونلاحظ أيضاً أن هذه الحالة قد صرّح فيها القديس بولس الرسول بالافتراق لأنها تختلف عن الزواج المسيحي الذي يتم في الكنيسة حيث قال السيد المسيح أن [ما أزوجه الله لا يفرقه إنسان] .
·والعجيب أنهم يرفضون التطليق لعلة الزنا وهى التى سمح بها السيد المسيح ويقبلون تطليق من زوجوه هم من غير مؤمن بالإرادة التى لغير المؤمن .
·والأعجب من ذلك أنه لو تعب ضمير الطرف المسيحي الذي تورط في زيجة كهذه وأراد أن يتراجع عنها ( زواج مسيحي من طرف غير مسيحى ) .. فإن الكنيسة الكاثوليكية تمنعه ولا تعطيه حِلاً بفصل هذا الزواج، وتتركه تحت رحمة الطرف الغير مؤمن، متعارضة بذلك مع قول بولس الرسول "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" ( رسالة كورنثوش الثانيه 6: 14 ) فكيف يدخل الإنسان برجليه إلى هذا القيد الأبدى ؟ !
تعقيب عام
·إن الزواج في المسيحية هو على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة ( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 22: 5-33 ) .
·والرجل في المسيحية هو رأس المرأة، والمرأة تخضع للرجل خضوع الكنيسة للمسيح فكيف يقوم هذا المثال في زيجة بين طرف مسيحي وطرف غير مؤمن ؟ !
·وكيف يكون الرجل هو مثال المسيح في الأسرة إذا كان إنساناً غير مؤمن ؟ !
ولذلك فإن التصريح بزواج المسيحي من غير المسيحي هو تدمير للحياة الزوجية من منظار المسيحية .
·وما مصير الأطفال الذين يولدون في أسرة ممزقة من الناحية الدينية ؟
·وما موقف الطرف المسيحي في الدول التى تحتم أن يكون الرجل له دين معين ؟
·وفى الدول التى تحتم أن يكون الأطفال لهم دين معين ؟
·وما مصير الأطفال الذين يولدون في ظل قوانين تمنعهم أن يكونوا مسيحيين ؟ وتكون الكنيسة هى المتسببة في ذلك !
·وهل تستطيع الكنيسة أن تعمد أطفالاً يولدون في أسرة ممزقة من الناحية الدينية، لا تعرف لهم مصيراً تربوياً في الحياة المسيحية ولا مصيراً قانونياً في ديانتهم ؟
·وإذا كان معلمنا بولس الرسول قد قال إن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة المؤمنة أو العكس فإنه يقصد أن العلاقة الزوجية بين رجل وامرأة تزوجا زواجاً حقيقياً قبل الإيمان لن تعتبر زنا حينما يؤمن أحد الطرفين .. لأن المسيحية تحترم الزواج السابق للإيمان وتميّز بينه وبين الزنا والفجور، وتعتبر أن إيمان أحد الطرفين سوف يقدّس العلاقة الزوجية بين رجل واحد وامرأة واحدة هى زوجته ويقدس ما ينتج عنها من أطفال بشرط أن لا يكون هؤلاء الأطفال تحت قانون ملزم بأن يكونوا غير مسيحيين .. وعلى العموم؛ فإن معلمنا بولس الرسول لم يذكر أن أطفالاً سوف ينجبون في المستقبل ولكنه تكلم عن أطفال سبق إنجابهم . ولم يذكر أن هناك علاقة زوجية سوف تستمر مثل تلك التى تكلم عنها في علاقة الرجل بالمرأة في الزواج المسيحي ولكنه قال فقط إنها ترتضى أن تسكن معه .. وهنا يبقى السؤال قائماً :
·هل قصد بولس الرسول بالسكنى أن تستمر العلاقة الزوجية ؟ وأن تستمر عملية الإنجاب ؟ أم أن تسكن معه إلى حين أن يقبل الطرف الآخر الإيمان ؟
ولهذا فنحن نؤكّد بكل يقين أن المسيحية لا تقبل بزواج لا يشترك فيه الطرفان في الإيمان والعقيدة والحياة الروحية والمعمودية الواحدة ( نحن في كنيستنا لا نوافق على الزواج المختلط سواء بين مذهبين مختلفين أو طرف مسيحي أرثوذكسى بطرف غير مؤمن . ) ، ولا يمكن أن يتراجع لكى يرتبط بجسد غريب، وإذا كان الكتاب المقدس في العهد القديم قد نهى عن الارتباط بغير المؤمنات من النسوة الأجنبيات حتى أن عزرا قد طرد جميع النسوة بعد زواجهن، ونادى بتوبة للشعب عن هذا الأمر ( انظر سفر عزرا10: 2-17 ) ، فكم يكون الحال في عهد النعمة والقداسة والبنوة لله والأسرار المقدسة .
إن مفهوم الزواج في الدين المسيحي
هو أنه سُنّة مقدسة من الله تعالى . هو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد، وامرأة واحدة، وتُعرف هذه الرابطة برابطة الزواج، التي يتساوى فيها كل من المرأة والرجل، فيكون كل نهما مساوياً ومكملاً للآخر، وذلك بحسب شريعة الله القائلة : "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" ( تكوين 24: 2 ) . فكلمات الله عز وجل، تعني أنه عندما يتزوج رجل بامرأة، فإنه يكمّلها وهي تكمله، ويذوب كيان كل واحد منهما بالآخر في المحبة المتبادلة والتفاهم، وذلك بحسب وصيته تعالى القائلة : "عندما يتزوج رجل بامرأة فإنهما ليس بعد اثنين بل جسد واحد" ( متى 6: 19 ) . وهذا يعني أن رابطة الزواج يجب أن تدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته . إذ لا ينبغي على الرجل أن ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة، أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية، فهي نصفه الآخر الذي يكمّله، وواجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظة تامة كما يحافظ على نفسه، ويحبها كما يحب نفسه تماماً . كما ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها، تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج . وعليها أن تنظر إليه كنصفها الآخر المكمّل لها، وكحصن لها يدافع عنها ويصونها . لأنه كما أن المسيح هو رأس الكنيسة، فكذلك الرجل هو رأس المرأة ( أفسس 23: 5 ) . وبناء على ذلك، على كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه . والمفروض أن تدوم هذه الرابطة الزوجية رابطة مقدسة حتى الموت لأن ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان ( متى 6: 19 ) . هذا هو مفهوم الزواج في الدين المسيحي .
+ ما هي الغاية من الزواج المسيحي ؟
- إن غاية الزواج والهدف منه في الدين المسيحي، يمكن أن تلخص فيما يلي :
1 - استئناس أحد الفريقين بالآخر، أي الزوج والزوجة، ومساعدته ومواساته في حالات العسر واليسر .
2 - تقديس الغرائز والميول الطبيعية التي أوجدها الله في الإنسان، وتوجيهها التوجيه الصحيح .
3 - تكوين رابطة مقدسة بين شخصين مختلفين، ذكر وأنثى، واتحادهما اتحاداً روحياً في جسد واحد بحيث يكون كل منهما مكملاً للآخر . وهذا سرّ إلهي عظيم ورد ذكره في الكتاب المقدس ( أفسس 31: 5-32 ) . ونتيجة لهذا الاتحاد تنشأ محبة وتفاهم مشتركان .
4 - إنجاب ذريّة صالحة تتربى في مخافة الله وتأديبه لحمد اسمه الأقدس وتمجيده .
هذه هي الأهداف الأربعة التي يرمي إليها الزواج في الدين المسيحي .
+ كيف يتم الزواج عادة عند المسيحيين ؟
- لا نعتقد أن هناك طريقة واحدة يتم فيها الزواج، لأن لكل بلد ولكل شعب عاداته وتقاليده . ولكن نورد ما يلي على سبيل المثال : فأول خطوة بالنسبة للزواج، هي أن يكون كل من الشاب والفتاة في سن مناسبة للزواج وتحمّل المسئوليات، وبصحة جيدة تؤهلهما لذلك . أما بالنسبة للطريقة المتبعة، فأعتقد أن الطرق والأساليب قد تختلف قليلاً من بلد لآخر بالنسبة للعادات والتقاليد . ولكن الطريقة المتّبعة عادة، هي أن يختار الشاب فتاة مناسبة قد يتعرّف عليها شخصياً، أو بواسطة الأهل والأصدقاء، فيذهب مع أهله ويطلب يدها من أهلها، فإذا وافقت الفتاة ووافق أهلها تكون هناك فترة تعارف بين الشاب والفتاة على أخلاق بعضهما، ويتفاهمان بالنسبة لبعض الأمور التي تهمّ كلاًّ منهما، وتسمى هذه الفترة فترة الخطبة . وبعد ذلك يتم الزواج، وتكون مراسيم الزواج عادة في الكنيسة، وتجري على يد أحد رجال الدين بناء على لكلمة الله والطقوس الكنسية المتّبعة وبوجود المدعوّين من أهل وأصدقاء ومعارف الطرفين وبوجود شهود على ذلك يُعرَفون بالشابين .
+ هل يكون عادة شروط خاصة بالنسبة للزواج ؟
- قد يكون هناك شروط خاصة بين الطرفين بالنسبة للمسكن وفرش البيت وغيرها من الأمور التي تهمهما علماً بأن الشاب والفتاة يتعاونان في بعض الأحيان . وما يجدر ذكره أن ليس هناك مهر يدفعه العريس للعروس أو لأهلها بقصد الزواج . ومن أهم الشروط هو أن يكون الشاب المتقدم للزواج غير مرتبط مع شريك آخر وكذلك الفتاة . كما ينبغي على الشاب أن يطلب يد الفتاة التي تناسبه وتصلح أن تكون شريكة لحياته، دون أن يكون هناك إجبار أو إكراه في الموضوع بالنسبة للطرفين