[walaa farouk]

بثشبع ، لم يتم تجاهل اسمها، بل وُضِعَ قصداً من الروح القدس في شجرة_عائلة_يسوع. لماذا يدعوها متى بالاسم؟
ولماذا يدرِج اسمها سلسلة نسب يسوع؟

في الوقت الذي كان على داود كملك مسؤول عن شعبه وجيشه أن يخرج للحرب، ظلّ في أورشليم عاصمة مملكته ولم يخرج مع جيشه! وفي يوم قام من فراشه متكاسلاً عند غروب الشمس ليتمشّى على سطح قصره، فرأى امرأة جميلة تستحم، فأرسل واستفسر عنها، وعلم من أبوها ومن زوجها الذي كان يحارب وقتها في الجيش (أوريا) . أرسل داود رسلاً، وأخذها، واضطجع معها، فحبلت. ثم عندما أرسلت لتخبره، وضع داود خطة ماكرة لينجو بفعلته، وعندما لم تنجح، وضع خطة جديدة ليتخلّص من أوريا زوج بثشبع بطريقة تبدو حادثة طبيعية وقضاء وقدرًا! لكن الله الذي لا يغفل، قَبُحَ في عينيه ما فعل داود، وأرسل له النبي ناثان فيما بعد ليوبّخه.

ومنذ ذلك الحين دفعت بثشبع ثمناً باهظاً لخطية داود. حملت، ثم أصبحت فجأة أرملة، وحزنت على أوريا زوجها. وعندما أرسل لها الملك داود مرة أخرى أصبحت زوجته، زوجة أخرى على قائمة طويلة من زوجاته وسراريه. ووسط حزنها على أوريا مات طفلها الأول أيضاً.

هل وجدتِ نفسك يومًا ما تدفعين ثمن خطأ شخص آخر؟
هل أنتِ عالقة في مأزق بسبب شهوة أو جشع أو تلاعب شخص ما؟
ربما تترنّحين متوجّعة بسبب حطام زواج أو خيانة زوج قرّر المغادرة!
ربما تعانين من جروح طفولة لم تُشفى بسبب إساءة أحد والديكِ!
أي أمل في وسط الفوضى والخطأ والألم؟

لماذا يذكر الكتاب المقدس بثشبع في شجرة عائلة يسوع؟ إن ذكرها يومض كمنارة بشرى سارة بأن يسوع جاء لدفع ثمن خطية شخص آخر. وُلِد يسوع ليدفع ثمن خطيتي وخطيتك. الله يستطيع أن يفدي كل الأشياء. إن الأمل في عيد الميلاد ليس فقط أن يسوع جاء ليدفع ثمن خطايانا بل ليفديها أيضًا.

نرى بوضوح أن الله قادر على نصر الضحية، وعلى أن يخرِج قيمة من الألم، ويثمر حتى في وقت الفشل. فبسبب آلام بثشبع أصبحت والدة سليمان. ومن فوضى حياتها، خرج المسيح.