في الاصحاح الحادي عشر وصف الرسول بولس الإيمان بكلمتين محددتين وهما “الثقة ” و”الإيقان”، ويلزم لذلك أن يكون هناك نقطة بداية ونقطة نهاية.
ونقطة البداية فهي أن نؤمن ونصدق أن الله موجود. ونقطة النهاية هي أن نؤمن بكل وعوده لأنه صادق وأمين، لأن الله ” ليس إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. ويتكلم ولا يفي” (عد 19:23).
ثم قام بعرض قائمة لأبطال الإيمان بالعهد القديم بحسب التسلسل التاريخي بشئ من التفصيل. مظهراً ادراكهم للحقائق الالهية غير المنظورة وعلي ثقتهم في ما هوعتيد أن يحققه لهم الله رغم أن المظاهر المنظورة والطبيعية كالسن يوحي بالنقيض (عب 9:11-11،17-18). ولكن الضمان الوحيد والأكيد الذي فيه الكفاية فهو في الله الحي وأمانته، لذلك نرى النبي موسى مثلا ” تشدد كأنه يرى ما لا يُرى. “(عب27:11)، وكان “حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظرإلي المجازاة ” (عب26:11). وأمثال هؤلاء وغيرهم من الشهداء يتخذهم الله خاصة له، ويتنازل ليدعي لهم الها، ويطلق على هذا الاصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين ” باصحاح أبطال الإيمان” ونجد أنه ختم هذا الاصحاح بقوله “فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالإيمان لم ينالوا المواعد إذ سبق الله فنظر لنا شيئاً أفضل لكي لا يكملوا بدوننا. “(عب39:11-40).