في الأصحاح الثاني يدعو الرسول بولس المؤمنين للاتحاد والتواضع والشركة واثقين في كنيستهم، لأن في التفكك والانقسام رفضاً لمشيئة الله، لأن للجميع الروح الواحد وهم ينتمون بعضهم لبعض كجسد واحد، طالباً منهم أن يظهروا المحبة والمودة والعطف للآخرين في { أحشاء ورأفة }، وأن يعتادوا على ان يكون لهم فكر واحد ورأي واحد والكلام بما هو لصالح غيرهم. كما شجعهم الرسول بولس على الحذر من الأنانية وسوء الظن والحسد. لقد أخلى ابن الله الأزلي الأبدي ذاته وأخذ جسداً بشرياً وطبيعة بشرية ليشابهنا في كل شئ ما عدا الخطيئة وحدها، ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وكان خاضعا لله الآب ولمشيئته لخلاص البشرية، وأيضا لكي ما يخبرنا عن الله الآب كقوله لفيلبس” الذي رآني فقد رأى الآب . … . ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ ” (يو9:14-10). “وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب. لذلك رفَعه الله أيضاً وأعطاه اسماً يفوق كل اسم . لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”(في8:2-11). ويشجع القديس بولس المؤمنين فيقول” تمموا خلاصكم بخوف ورعدة. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ” (في 11:2 -13). كان بولس سجيناً في إنتظار محاكمته والحكم عليه أو إطلاق سراحه بسبب مناداته بإنجيل يسوع المسيح. كان قد أرسل الفليبيون مبلغاً من المال له مع أحد شيوخ الكنيسة هناك وهو أيفرودوتس الذي مرض وقارب الموت، وبعد شفائه رجع بهذه الرسالة كخطاب شكر لهم، فيها ووعدهم أنه فور علمه بقرار المحاكمة سيرسل لهم القديس تيموثاوس ليخبرهم بقرار المحكمة، وأنه مستعد لقبول كل ما يسمح به الله له (في 25:2.).