في الأصحاح الأول يرسل بولس التحية إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في كنيسة فيلبي، تلك المدينة المقدونية، التي أسس كنيستها هو ورفقته منذ عشر سنوات أثناء رحلته التبشيرية الثانية، ذاكراً “بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح ” كمرسلين لهذه الرسالة، واعتبر انهما ملكاً للرب يسوع المسيح جسداً وروحاً وفكراً خاضعيَّن للرب في كل شئ. مع أنه ابتداءاً من الآية الثالثة كان يتحدث بصيغة المفرد، معبراً لهم عن فرحه ومحبته وعواطفه نحوهم. وقد ورد لفظ “أساقفة وشمامسة” لأنه يوجد في فيلبي أكثر من أسقف ولقب قسوس أُطلق على الأساقفة كما ورد في(أع17:20، 28)، أما الشمامسة فيرجع ذلك إلى (أع2:6) حيث عيَّنتْ الكنيسة سبعة رجال كان عملهم شبيه بخدمة الشمامسة. واوضح أن كونه قد سُجن لأجل المسيح فقد أصبح ذلك معلوماً للجميع مما أدى إلى انتشار الكرازة بالإنجيل (في12:1-14) ، وتشجيع الاخوة المؤمنين وثباتهم في تعاليم الرب يسوع المسيح المحيية بلا عثرة إلى {يوم المسيح} أي يوم المجئ الثاني للرب يسوع المسيح”مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده” (في 11:1). وثمر البر هو الثمر الذي يصلي من أجله الرسول بولس لكي يمتلئ به كلُ المؤمنين المسيحيين من أعمال صالحة عاملة بالمحبة ناتجة عن حلول بر الله في حياتهم، وهذا كله نناله من ربنا يسوع المسيح لمجد الله الآب.
كان بولس الرسول يكرز بكل مجاهرة في كل حين وهو لا يخاف الموت ” كذلك الآن يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أم موت. لأن الحياة لي هي المسيح والموت هو ربح… لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً.”(في 20:1-23) . ثم يدعوهم بأن يعيشوا فقط كما يحق لإنجيل المسيح، ثابتين في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لإيمان الإنجيل. غير خائفين من المقاومين ” لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله “(في 29:1).