ثالثـا: الرسالة إلي أهـل غلآطيـة
هذه الرسالة تتصف بالجدلية والحوارية، وتتكون من 6 إصحاحات، وتاريخ كتابتها يرجع إلى عام 48-49 م في فترة نهاية رحلته التبشيرية الأولى ويقدم السيد المسيح علي أنه المحرر، وهي أول رسالة كتبها القديس بولس لأنها لا تتضمن أي إشارة إلى مجمع أورشليم.
في الإصحـاح الأول يوضح القديس بولس أنه ” رسول لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي أقامه من الأموات.”(غل1:1). ومن خلالها يشعر المرء بغضب بولس الشديد على المبشرين والمعلمين الكذبة الذين كانوا يزعجون المؤمنون ويبدلون مفهوم إنجيل المسيح يسوع ربنا “إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر{ إنجيل الناموس} ليس هو آخر غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما { ملعونا من الله أو محروما}”(غل6:1-8)، لأن ذلك يحدث بلبلة وارتباكاً. إن الدافع الرئيس لبشارة القديس بولس هو الخلاص المجاني بنعمة الله عن طريق الإيمان بالرب يسوع فاديا ومخلصا وليس بفضل الناموس وأعمال الناموس. وأعلن صراحة أن بشارة الإنجيل الذي يبشر به ليس بحسب إنسان ولم يقبله من عند إنسان ولا ’علمه بل هو بإعلان يسوع المسيح (غل11:1-12). “ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيّ لأبشر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ولا دماً ولا صعدت إلي أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية {في خلوة روحية مع ربه} ثم رجعت إلي دمشق.” (غل15:1-17). وبعد ثلاث سنوات من تجديده عام 35 م. صعد للمرة الأولى إلي أورشليم (غل 18:1-1، أع26:9-30) وتعرف على القديس بطرس ورأى القديس يعقوب البار أخي الرب وهو أبن خالة الرب يسوع بالجسد ورئيس مجمع أورشليم.