في الأصحاح التاسع أوضح بولس الرسول أنه لم ينسى الخليط العرقي في كنيسة روما من اليهود واليونانين كما أبدى اهتماماً بالغاً ومحبة قوية بمواطنيه من اليهود فبدأ الأصحاح كعادته بعبارة عاطفية تظهر اشتياقه لخلاصهم، وعدم نسيانه لأصله اليهودي تضمنها قسمه المقدس بقوله: “أقول الصدق في المسيح”. مظهراً محبته لأبناء عشيرته فلم يستحي أو يخجل من أن يدعوهم “إخوتي أنسبائي بحسب الجسد”، مظهراً افتخاره بهم لأن لهم “التبني والمجد والعهد والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين”(رو4:9 – 5). وبذلك تسنى له أن يتناول الموضوع اللاهوتي الأساس وهو رفض الشعب اليهودي للمسيح المسيا الذي ينتظرونه، موضحاً أن دخول الأمم كان يتناسب مع خطة الله. ثم دافع الرسول بولس عن وفاء الله لعهده على أساس أن مواعيده “لم تكن لكل نسل أبو الآباء يعقوب، ولكن للبقية المختارة من اليهود”.
في الأصحاح العاشر أرجع القديس بولس عدم إيمان بني إسرائيل إلى تكبرهم وجهلهم وعنادهم. “لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون أن ‘يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله. لأن غاية الناموس هي المسيح، البر لكل من يؤمن” (رو3:10-4). موضحاً “لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رو9:10).