إن الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية منذ نشأتها قد منحها الله القوة للتصدي لكل الصعاب والعقبات بفضل رسله الأطهار الذين أعطاهم الله الحكمة والفطنة وإرشاد الروح القدس، وبنعمته أصبح بولس الرسول الأداة لإتمام العمل اللازم وإنتشاربشرى الإنجيل. وهكذا تقرر أن يجتمع الرسل كلهم في أورشليم لدحض بدعة التهود قبل الدخول إلي المسيحية، التي كان ينادي بها بعض اليهود المتعصبين المتحولين إلي المسيحية في أنطاكية وكان بطرس مؤيداً.
انعقد المجمع الرسولي الأول في أورشليم برئاسة اخي الرب يعقوب الرسول أسقف أورشليم وأكبر الرسل سناً (3)، وقام القديس بطرس وقال ” أيها الرجال الإخوة أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون. والله العارف القلوب شهد لهم معطياً الروح القدس كما لنا أيضاً. ولم يميز بيننا وبينهم. بشئ إذ طهر بالإيمان قلوبهم… وبعد ما سكت الجمهور كله. وكانوا يسمعون بولس وبرنابا يحدثان بجميع ما صنع الله من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهم. وبعد ما سكتا أجاب يعقوب قائلا”: أيها الرجال الإخوة اسمعوني… لذلك أنا أرى أن لايثقل على الراجعين إلى الله من الأمم. بل سيرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم.”(أع 7:15- 20). ثم قرر المجمع الرسولي ارسال بولس وبرنابا ويهوذا الملقب برسابا وسيلا إلي أنطاكية مع رسالة مكتوب فيها ” قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة. أن تمتنعوا عما ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعماً تفعلون.”(أع28:15-29). وكان بولس الرسول تخالف مع بطرس الرسول لمناداة الاخير بالختان لذا قد واجهه بشدة بقوله له:” انت لاتسعى مستقيماً نحوحقيقة الانجيل…”