ثم جاءت الدعوةالالهية للتبشير في الخارج (أع 13: 2-4) وبدأت رحلات هذا الرسول التبشيرية التي كان من نتائجها نشربشرى الخلاص في آسيا الصغرى والبلقان وايطاليا وأسبانيا. تنفيذا لوصية الرب الذي:”قال لهم اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدان. وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيات وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم ويضعون أيديهم علي المرضي فيبرأون.”(مر15:16-18). فاتجهوا من بافوس إلى برجة بمفيليا حيث فارقهما مرقس بعد خمس سنين من الخدمة معهم، وكان لهذا الفراق أوخم العواقب. واستمرا هما في رحلتهما على الطريق الجبلي الصاعد إلى الداخل المليء بالمخاطر، وعبر مساقط مائية هادرة وممرات يرتعد الناس من مجرد المرور أمامها لكونها مغارات اللصوص وقطاع الطرق. ولا يعلم أحد ما أصابهما خلال الشهور الأولى. وما ذكره القديس بولس عن ذلك قوله: ” أخطار سيول وأخطارلصوص” في (2كو 26:11) كان إشارة إليها. وبعدها وصلوا إلى أنطاكية بيسيدية. وفي السبت دخلا المجمع. فطلب إليهما رئيسه أن يكلما الشعب . فقام القديس بولس وتكلم عن تحقيق النبوات عن المسيا المنتظر في السيد المسيح. أخيرا ألقى كلمة أذهلتهم جميعاً وجعلتهم يحبسوا أنفاسهم، وهي الحديث عن القيامة التي دعم الأنبياء حقيقتها أيضاً. فقال: “ونحن نبشركم بالموعد الذي صار لآبائنا. إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك. إنه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود أيضاً إلى فساد فهكذا قال إني سأعطيكم مراحم داود الصادقة. ولذلك قال أيضا في مزمور آخر لن تدع قدوسك يرى فساداً.” (أع32:13-35) فهذه القيامة هي أعظم دليل قدمه الله للناس. ولقد رأى السيد المسيح القائم عدداً كبيرا ًممن كانوا معه وهم شهوده الآن. واختتم هذا الخبر المذهل بتحذيرهم فانظروا لئلا يأتي عليكم ما قاله حبقوق النبي:” أنظروا أيها المتهاونون وتعجبوا واهلكوا. لأنني عملاً أعمل في أيامكم. عملاً لا تصدقون إن أخبركم به أحد”(حبق5:1). وهكذا تركهم يلهثون من انفعالاتهم.