وخرج الصديقان في رحلتهما المليئة بالمخاطر، والتي استمرت ثلاث سنوات. خرجا وقلبيهما يفيضان فرحاً لأن عليهما رسالة تلهبهما. ومما زاد فرح القديس برنابا أن ابن أخته يوحنا الملقب مرقس كان معهما خادماً. فقصد ثلاثتهم إلى قبرص موطن القديس برنابا. واجتازوا الجزيرة منادين بالكلمة. ووصلوا إلى بافوس “المدينة البيضاء” حيث دعاهم إليها الوالي سرجيوس بولس والتمس أن يسمع كلمة منهم. وكان إلى جانبه رجلاً ساحراً كذاباً يهودياً اسمه عليم الساحر. فقاومهم مستهدفاً إفساد الوالي عن الإيمان. ” أما شاول الذي هو بولس أيضا فامتلأ من الروح القدس وشخص إليه وقال أيها الممتلئ كل غش وكل خبث يا ابن إبليس يا عدو كل بِّرْ ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة. فالآن هوذا يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما رأى ما جرى آمن مندهشاً من تعليم الرب” فوبخه بعنف إلى حد أن جعله أعمى إلى حين. فامتلأ الوالي دهشة وآمن لتوه.” (أع 9:13-12) .
ومرت سنة اجتمعا خلالها في الكنيسة بأنطاكية وعلما أناساً كثيرين. “ودُعيَّ التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً”(أع26:11). اي أُطلقتْ عليهم تسمية “مسيحيون” لأول مرة في انطاكية وقبل اي مكان آخر،
وفي هذا كل الفخر لكنيسة انطاكية وكرسيها المقدس، يبدو أن المؤمنبن الأمميين هم الذي دعوهم بهذا الاسم، لأنه من المستحيل أن يكون هؤلاء هم اليهود الذين لم يؤمنوا بعد لأنهم صلبوا رب المجد وقاوموا رسله في كل مكان. ونحن، الآن في القرن الواحد والعشرين منذ بزوغ المسيحية، لا يمكننا أن نتصور ما أظهرته وأعطته المسيحية للإنسانية في القرون الأولي، فقد كانت لهم بشارة الإنجيل”الأخبار السارة ” مصدرا للسلام والطمأنينة والفرح والرجاء والمحبة.