* وقد أخبر أولاده رؤيا رآها راهب آخر:
"في يوم من الأيام، بينما كان راهب شيخ جالسًا في قلايته، سمع صوتًا يقول له: "هلم خارجًا، فأُريك أعمال الناس."
"فعندما خرج، رأى رجلًا أسود يقطع الحطب، وعندما بدأ يرفعه، لم يستطِع. وبدلًا من أن يقلل الحِمل، بدأ يزيد عليه!! فلم يستطِع حمله مرة أخرى، وهكذا..!
"فمشى الراهب قليلًا، ورأى رجلًا آخر بجانب بئر، يخرج الماء من البئر، ويصبّه في قدرٍ مقطوع، لذا لم يمتلئ القدر أبدًا!!
"ثم رأى ثانية اثنين من الفرسان يحملان عمودًا معًا، كلٍ من جانبه، وعندما جاءا إلى الباب، لم يَتَّضِع أحدهما ليذهب للخلف وراء صديقه حتى يُدخِلا العمود بالطول، فبقيا خارِجًا!!!"
ثم بدأ الأنبا أرسانيوس في شرح تلك الرؤيا:
+ الحطَّاب هو مثل رجل ملئ بالخطايا، فبدلًا من أن يتوب عنها، يزيد عليها!
+ والرجل الذي يحاول ملء القدر، هو مَن يعطي تبرعات من ظلم الآخرين، لذا فأجرته تضيع!!
+ وحاملي العمود هم مثل حاملي نير سيدنا يسوع المسيح، بدون تواضع، لذا فيبقيان خارج ملكوت الله!!!
* حدث مرة أن جاء أخ غريب (ومعه راهب من داخل الدير) إلى الإسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس، فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا معًا وبقى الأنبا أرسانيوس صامتًاُ طوال الوقت.. حتى تضايق الأخ ومشى..