[Mary Naeem]

صلاة من فقير إلى قلب الله








حتى وإن كانت الحیاة قاسیة ّ علي وعلى من ّ أحب، فھذا الواقع لن ینزع رجائي بك وبعنایتك الإلھیّة، یا مخلّصي الحبیب یسوع. عندما ّ أتأمل في ّسر ّ تجسدك وأغوص في حیاتك على الأرض، أعرف أنك التزمت بي وبأمثالي، نحن المحتاجین كل حین إلى الخلاص من الفقر المادي ّ والمعنوي، وربّما الروحي ً أیضا.

أعرف أننا محبوبون بشكل ممیّز منك، وأعرف ً أیضا أن الفقر الذي نعانیھ لیس إلا مرحلة مھما طالت مدّتھا، فأنا أؤمن بك، أنت الغني والقادر أن تُغني الإنسان بغناك الحقیقي. صحیح أن الحیاة الیومیّة متطلّبة؛ الأكل والملبس والدرس ّ والصحة، كلّھا حاجات لا بدّ منھا، وبالرغم من كل ما یولّده الفقر من نزاع داخلي وخارجي، فأنا على ثقة بأنك تنظر ّ إلي وتعرف أنني أحتاجك في كل شيء، وأحتاجك في كل حین. لذلك، أدعوك: تعال، تعال ّ إلي الآن، وامنحني الصبر والفرج والفرح والحكمة.
یَ ِّسر، یا ّرب، طریقي، وأنعم ّ علي بما أحتاج إلیھ لیشكر لساني حبّك، ویعلن أنك ّ محب البشر ومخلّص الإنسان من كل ما یقلّل من كرامتھ البشریّة. وفیما أصلّي إلیك، یا إلھي، یحضرني وجھ ّ أمك القدیسة عذراء الناصرة التي عاشت الفقر ولم یكن لدیھا ما تقدّمھ إلى الھیكل عنك، إلا حمامتان أو یمامتان. لھا ننحني مع الملائكة نحن البشر، ونسجد لك، ونعبدك َ أنت یا من َ أردت أن ّ تتجسد من أحشائھا وتُحمل على ذراعیھا، ھي التي بفقرھا قدّمت طبیعتنا البشریّة إلیك، َ فأصبحت إلھنا معنا-” ّعمانوئیل“. آمین.