v حقًا إن السموات بجمالها وعظمتها وما إلى ذلك تُدهش المتطلع إليها، وتجتاز به إلى العجب بالخالق؛ أما بالنسبة للنهار والليل، هل يمكن لهما أن يقدما لنا ذات الشيء؟ بلا شك، لا يقدما ذات الأمر، لكن ما يقدماه ليس بأقل مما تقدمه السموات، مثل التناسق والنظام الذي يتبعاه بدقة
القديس يوحنا الذهبي الفم
"يوم إلى يوم يبدي كلمة،
وليل إلى ليل يظهر علمًا" [2].
كل الأيام والليالي هي ينابيع تفيض بمجد الله وتعلن مراحم الله ورعايته المتجددة في حياتنا. تفتح قلوبنا بالحب المتجاوب مع حب الله فنسمع صوته الإلهي إلينا بكلمة خاصة بنا، وينير أذهاننا بالعلم الروحي والمعرفة.
مع كل نهار إذ يشرق شمس البّر ينطق المؤمنون بكلمات جديدة تعكس تجديدهم
المستمر وخبرتهم مع الثالوث القدوس. تصير حياتهم ينبوعًا يفيض مياه حية بلا توقف.
لا يعبر يوم إلا ويُظهر الله شهادة واضحة عن قدرته وحنِّوه. يساهم كل يوم في تقديم برهان جديد على أبّوة الله الحانية لنا.