[walaa farouk]

استشهاد القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء
لا يُخبرنا الكتاب المقدّس عن أية تدريبات في علم اللاهوت
أُخضِع لها في معاهد تلك الأيّام، غير أن البرية كانت أعظم اكاديمية.
لم يساوم ولم يسعَ يوحنا المعمدان لإرضاء الناس ولم يساوم في إيمانه. فعندما اتخذ الملك هيرودوس زوجة أخيه فيلبس زوجة له، وبّخه يوحنا قائلاً بأنّه لا يجوز له أن يفعل ذلك بالرغم من أنّه علم أي نوع من الرجال كان هيرودوس. وقف يوحنا غير متزعزع في إيمانه ولم يساوم على جوهر إيمانه حتى أمام ملك غاضب قائلاً له إنّه لا يحق له أن يأخذ زوجة أخيه، وإيمانه الرافض للمساومة كلّفه حياته.
(إذا لم تستطِع قولَ الحق، فلا تُصفّق للباطِل).
في عِيدِه الأوّل أَحيَينا ذكرى ميلادِه على الأرض، وفي الثّاني نُحي ذكرى ميلادِه في السّماء. فاستشهادُ أبناء ربنا على الأرض هو يوم ميلادِه المجيدِ في السماء. فكلاهما ميلاد، متشابهان في التّسمية، مُختلِفان في الطّريقة والأسلوب. ميلادٌ أوّل من ظلمةِ الرّحم إلى نورِ العالم وميلادٌ ثانٍ أعظم من ظلمةِ هذا العالم، إلى نورِ الحياة الأبدية. ميلادٌ أوّل بينَ زغاريد النّسوة الفاضِلات، وأهازيجِ الفرح وصيحاتِ السّرور. وميلادٌ ثانٍ بين أغانٍ عالمية فكانَ الأوّل ميلادًا من الرّحم، وكان الثّاني ميلادًا بسيفٍ ودَم. شفاعة الصوت الصارخ تشملنا جميعا.

·