وكأن الظهور الإلهي تحقق هكذا:
أ. مع موسى عند إستلام الناموس، خلال الظلال.
ب. مع داود بالإيمان خلال تمتعه بنصرات دائمة هي عمل الله في حياته.
ج. مع السيد المسيح بكونه الابن الوحيد الجنس، الذي أعلن عن أبيه الواحد معه في الجوهر... كأعظم إعلان إلهي!
د. مع مؤمني العهد الجديد، خلال إتحادهم بالابن .
ليس عجيبًا أن تتحقق كل الإعلانات عبر العصور وتتجلى الحضرة الإلهية عندما تشتد التجارب والضيقات؛ حينما يبدو الموت أمرًا محققًا ليس من يقدر أن يهرب منه يتجلى واهب القيامة. حتى مسيحنا - الواحد مع الآب - لم يعلن مجده إلا خلال طريق الصليب.
مع كل ضيقة يستطيع المؤمن أن يتمتع بالجالس على المركبة الشاروبيمية، واهب الخلاص، إذ يقول المرتل:
"ركب على الشاروبيم وطار،
طار على أجنحة الرياح" [10]
ذُكر الشاروبيم لأول مرة في سفر التكوين (3: 24)؛ وتكرر ذلك في (مز 68: 4، 33؛ 104: 3)، مقترنًا إلى حد ما بالكاروبين اللذين على غطاء تابوت العهد. فقد أُطلق هذا الاسم على الشكلين الواقفين عليه (خر 25: 18-20) حيث يقومان على كرسي (عرش) الرحمة، بينهما الشاكيناه، حيث تُعلن حضرة الرب الدائمة وسط شعبه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). في حزقيال 10 نجد أكمل تقرير لدينا عن الشاروبيم، وهي كائنات سماوية، خليقة مملؤة حياة، تتسم بالسرعة الشديدة والقوة والشجاعة؛ صوت أجنحتها كصوت القدير حين يتكلم.
* "ركب على الشاروبيم وطار"، أي ركب بعيدًا فوق حدود كمال المعرفة، مظهرًا أنه لا يقدر أحد أن يقترب منه إلا بالحب؛ لأن المحبة هي تكميل الوصايا (رو 13: 10).
القديس أغسطينوس