كلمة "جربت" تستخدم للتعبير عن امتحان الذهب بالنار (زك 13: 9)، الأمر الذي يفوق حدود الفحص العادي إلى التفتيش في الأعماق داخل النفس البشرية.
ربما عنى المرتل بطلبته هذه أن يقدم قلبه لله ليلاً حينما يترك كل من هم حوله ليكشف للرب أعماق قلبه وصدق نيته بعيدًا عن أعمال البشر والانشغال معهم في أحاديثهم... يرى الله في داخله إخلاصًا صادقًا، لا يحمل كراهية أو بغضة أو ظلمًا حتى ضد المفترين عليه. يرى الله في قلبه إشتياقًا حقًا ألا ينشغل المرتل بكلمات الناس بالرغم من عدم إنعزالهم عنه جسديًا؛ هو يتحدث معهم ويعاملهم لكنه كمن هو غريب يطلب أن ينطق بأعمال الله لا الناس.
وربما أراد المرتل أن يعلن أنه ما أسهل على البشر أن يحكموا ضده، بإساءة فهم كلماته أو تصرفاته، أما الله فيحكم حسب أعماقه. وكأنه يقول مع الرسول بطرس بعد إنكاره للرب: "يارب أنت تعلم كل شيء، أنت تعرف إني أحبك" (يو 21: 17).
ما أحوجنا أن نتعهد قلوبنا ليلاً، فيشرق مسيحنا علينا ويحول ظلمتنا إلى بهاء نوره!