[Mary Naeem]

القدّيسة جان-إليزابيت بيشييه ديزاج

تُعيّد لها الكنيسة في ٢٦ آب
...
وُلِدَت في الخامس من تمّوز 1773 في فرنسا في عائلة مسيحيّة نبيلة. على مثال والدَيها، أحبّت "جان-إليزابيت" الفقراء، وأحسّت بانجذابٍ نحو خدمتهم منذ صغر سنّها. حاولت الدخول إلى دير الترابيست للترهّب، ولكنّ اندلاع الثورة الفرنسيّة سنة 1789 حالَ دون ذلك. بعمر التاسعة عشرة سنة، توفّي والدها، فوجدت نفسها مضطرّةً لإدارة ثروات وممتلكات أبيها، وحمايتها من شجع الأقارب والأنسباء.
تعرّفت سنة 1798، بالقدّيس "أندريه فورنيه" (قدّيسون من وراء البحار، عدد 29) فشجّعها على تأسيس جمعيّة راهبات تهدف لتعليم الفتيات، وزيارة المرضى والاهتمام بالفقراء الذي كان الهمّ الأكبر لديها. فتأسّست أوّل جماعة راهبات في منزلها الوالديّ، واتّخذنَ إسم "بنات الصليب". وكانت "جان-إليزابيت" تُردّد على مسامع أخواتها الراهبات دائمًا: "لا تنسوا أنّ عريسَنا ينزف دمًا على الصليب: علينا أن نحرم نفسنا من الخبز واللباس والسرير في سبيل الفقراء". وانطلقت الأمّ "جان-إليزابيت" تؤسّس الأديار في كلّ أنحاء فرنسا، فأسّست في حياتها 63 ديرًا ومدرسةً. إثر تعرّضها لحادث، إنغرز الصليب الذي تضعه حول عنقها في صدرها، وبقيت تنزف دمًا من جرحها طيلة خمس وعشرين سنةً، ولم يستطع أحدٌ من الأطبّاء أن يوقف هذا النزف. كانت تحثّ راهباتها دائمًا على محبّة الفقراء والعناية بالمرضى، وعلى المحبّة بعضهنّ لبعض. كانت قاسيةً جدًّا على نفسها: تصوم كلّ أيّام السنة، وثمّ تأكل القليل؛ كان فراشها عبارة عن مجموعة من القشّ اليابس مغلّفةً بقماش... وبعد عمل رسوليّ كادح دام حوالي أربعين سنةً، رقدت بالربّ في 26 آب 1838، وكانت آخر كلماتها: "يا يسوع، يا أبَ الفقراء، إرحمني". أعلنها البابا بيوس الثاني عشر قدّيسةً في السادس من تمّوز 1947.

صلاتُها معنا، آمين