1- صرخة إلى الطبيب الحقيقي:
"يارب لا تبكتني بغضبك،
ولا تؤدبني بسخطك.
ارحمني يارب فإني ضعيف،
اشفيني يارب فإن عظامي قد اضطربت
ونفسي قد انزعجت جدًا
وأنت يارب فإلى متى؟" [1-3].
1. كان داود نبيًا باكيًا مثل إرميا النبي. كان داود أشجع وأعظم من أن يحزن بسبب ضيقٍة خارجية، لكن عندما ثقلت الخطية جدًا على كاهل ضميره رفض أن يتعزى[181]، منتظرًا مراحم الله.
2. يسأل داود الرب أن يبكته ليس بغضبه [1]. فإنه لم يُصِلّ: "يارب لا تبكتني". وإنما قال: افعل هذا كأب يُسر بابنه. يقول إرميا: "ادبني يارب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني" (إر 10: 4). ويسأل داود أن تكون أحزانه تأديبات ابن لا عقاب إنسان منبوذ. فإن غضب الرب يُفني أما حبه الأبوي فُيصلح ويُجبر ويُخِلّص.
يسأل داود الله أن يُبكّته في رحمة وصلاح وليس بغضبه، لأن من يصب الله غضبه عليه يهلك، إذ لله قضيبان، واحد للرحمة والآخر للغضب المروّع. يتحدث القديس بولس عن الأخير قائلاً: "تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 5).