مؤلفاته المنظومة
يقسم الشعر عند السريان إلى نوعين، الميامر، والمداريش:
أ - المدراش:
في البداية كان المدراش عبارة عن جدل في ثوب شعري ثم استعمل للشعر الذي ينشد بوجه عام، ويتكون المدراش من عدة أبيات تتساوى في عدد مقاطعها أحياناً وتختلف في عدد المقاطع أحياناً أخرى، وهذه الأبيات يرتلها فرد وترد عليه فرقة (كورس) بعد كل بيت بردود معينة، وكل بيت من أبيات المدراش قائم بنفسه، وليس من الضروري أن تكون له صلة بالبيت السابق أو اللاحق له.
وللمداريش أوزان وأنغام شتى، ويعد أفرام من خيرة ناظمي المداريش وقد حذا فيها حذو داود النبي في مزاميره، فنظم أبياتها تارة على ترتيب الحروف الأبجدية وتارة على ترتيب اسم يسوع أو حروف اسمه (أ ف ر ا م). فالمداريش تعني «الأناشيد» وهي أبيات من الشعر تصاغ على أوزان مختلفة وألحان شتى بلغ عددها الخمسمئة دبجها مار أفرام، أما مستنبطها فهو برديصان.
واشتملت مداريشه مجموعتين في الجدل مكونتين من 56 مدراشاً، ومنها جدله ضد أتباع برديصان ومرقيون وماني وعنوانها «الرد على المارقين»، و«معارضات ضد الآريوسية»، وسبعة مداريش عن «اللؤلؤة» أي عن المسيح وسر خلق الإنسان، وخمسة مداريش في «الرد على يوليانوس» إمبراطور الروم الذي ارتد عن المسيحية إلى الوثنية، ومداريش جدلية أخرى كتبها في مدينة نصيبين في النصف الأخير من سنة 363م بعد وفاة الإمبراطور يوليانوس.
وهناك بعض المداريش وجدت غير كاملة مثل «ميلاد السيد المسيح» و«الصوم» و«عيد الفطير» و«الصلب» و«شهر نيسان» بمناسبة الفصح، وكلها مداريش دينية تستعمل لإحياء أعياد الكنيسة.
أما القصائد الشعرية التي كتبها مار أفرام فيبلغ عددها واحداً وعشرين قصيدة كتبها في مدينة نصيبين، زادها في الرها إلى ست وخمسين ثم زادها حتى بلغت سبعاً وسبعين قصيدة، كانت كلها عن نصيبين، لذلك أطلق عليها جميعاً اسم «نصيبيات» وهي قصائد تتناول موضوعات مختلفة عن تاريخ نصيبين في عصره.
ونظم مار أفرام أيضاً نوعاً آخر من القصائد سماه «السوغيثا» وزنها بسيط وتصلح في صياغة المآسي للمسرح الديني، وتبدأ السوغيثا عادة بمقدمة مكونة من فقرة أو أكثر يدخل بعدها الشاعر إلى لب الموضوع في أبيات يلقيها فرد، وقد تكون حواراً بين اثنين وترد الفرقة بالإنشاد بالتبادل بين نصفي الفرقة والفقرات الأساسية ينشدها اثنان من المجموعة يتقدمان للإنشاد.